• ×

09:54 مساءً , السبت 16 نوفمبر 2024

د. عبدالرحمن يحيى القحطاني

أشد فتكاً بصحتك من الدهون الحيوانية!!

بواسطة: د. عبدالرحمن يحيى القحطاني

 0 تعليقات

 0 إهداءات

 4531 زيارات

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

هي نوع من الدهون النباتية، مُنع استخدامها في مدينة نيويورك، وشُكِّل فريق عمل وطني من أجلها في كندا!! ويُعتقد أنها أشد خطراً على الصحة من الدهون الحيوانية، فما هي هذه الدهون؟
الدهون المفروقة "Trans Fats" المصنعة أو ما تسمى بالدهون المهدرجة جزئياً، عبارة عن زيوت نباتية تتم معالجتها كيميائياً للحصول على خصائص جديدة كتحمل درجات الحرارة العالية، وتحسين قوام الأطعمة وطعمها وثبات نكهتها، إضافة إلى زيادة فترة الصلاحية. وإضافة إلى خصائصها السابقة تستخدم مطاعم الوجبات السريعة ومصانع الأغذية هذا النوع المعدل صناعياً من الدهون؛ كونه أرخص من غيره، ويسهل التعامل معه؛ كونه يصبح أكثر تماسكاً وصلابة.
وقد لا يعلم العديد منا أضرار هذا النوع من الدهون على الصحة، بالرغم من أنه مستخدَم بشكل واسع في الكثير من الأطعمة؛ حيث تشير بعض الآراء العلمية إلى أنها أخطر على صحة القلب والشرايين من الدهون الحيوانية!! ويكمن ضررها في كونها ترفع مستوى الكولسترول الضار في الجسم مقابل خفضها الكولسترول الجيد؛ وبالتالي فالإفراط في تناول الأطعمة الغنية بها يمكن أن يعرضك للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية وتصلب الشرايين، فضلاً عن احتمالية الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
وهنا قد يتساءل الكثير عن الأطعمة التي تستخدم فيها هذه الدهون، فهي تتدخل في إعداد أطعمة الوجبات السريعة والحلويات والكيك والبسكويت والمعجنات.. وعلى سبيل المثال تستخدم في قلي البطاطس في العديد من مطاعم الوجبات السريعة، وكذلك في الدونات وبعض أنواع البيتزا والبرجر والسمن النباتي والمرجارينا الجامد.
وهنا على الجهات الحكومية المعنية بالصحة التيقظ لضرر هذا النوع من الدهون المصنعة، وتكثيف المزيد من الجهود حيال إذكاء الوعي بأضرارها. وفي المقابل فالتوعية الصحية لن تكون كافية وحدها ـ على أهميتها البالغة ـ في الحد من ذلك؛ ولا بد من أنظمة وسياسات تحد من استخدامها في الأطعمة، وهو ما بدأت به العديد من الدول.
فقد كان للدنمارك السبق على مستوى العالم في تحديد نسبة الدهون المفروقة في الأطعمة منذ عام 2003م. كما أنشأت إدارة الصحة الكندية عام 2005م فريق عمل وطنياً للحد من الدهون المفروقة، استطاع تحقيق نجاحات متتالية في ذلك. وأعطى الفريق كلاً من مصانع الأغذية والوجبات مهلة سنتين للحد من نسبتها في الأطعمة. وتشكل من هذا الفريق برنامج وطني لرصد نسبة الدهون المهدرجة والمشبعة في الأطعمة.
كما نجحت مدينة نيويورك في منع استخدام الدهون المفروقة في الأطعمة، ولحقتها بعد ذلك مدينة فلادليفيا. وفي المقابل، أوقفت سلسلة مطاعم كنتاكي استخدامها في إعداد معظم أطعمتها ووجباتها في جميع فروعها بالولايات المتحدة الأمريكية، وتبعتها حالياً مكدونالدز.
وهنا مطالبة لهيئة الغذاء والدواء ووزارة الصحة، بما في ذلك وزارة التجارة، بالعمل سوياً لإصدار تشريعات مماثلة، وخصوصاً أننا في مجتمع تأتي فيه أمراض القلب والأوعية الدموية في صدارة مسببات الوفيات في السعودية بنسبة 42%، وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2011م، كما ينتشر السكري في ربع المجتمع من البالغين تقريباً، ويعزى إليه ثلاث وفيات كل ساعتَيْن في مجتمعنا!!
كما أن الهيئة مطالَبة بإلزام مصانع الأغذية كافة بالإفصاح عن كمية ونسبة الدهون المفروقة في البطاقة الغذائية.
ولعل من الجوانب التي تعطينا رؤية عن مدى أهمية العمل على خفض نسبة تلك الدهون المصنعة في الأطعمة ما تشير إليه بعض التقديرات في الولايات المتحدة من أن خفض نسبتها في الأطعمة سيساعد في الوقاية من 20.000 حالة نوبة قلبية و7.000 حالة إصابة بأمراض القلب التاجية "بوصفه حدًّا أعلى" سنوياً!!
وعلى مستوى مطاعم الوجبات السريعة ومصانع الأغذية فإنها أيضاً مطالَبة بممارسة دورها في تعزيز صحة المجتمع، والحد من استخدام الدهون الضارة بالصحة كلها. كما أوجِّه حديثي للشركات العالمية التي التزمت فعلياً بذلك في العديد من الدول الغربية، وأقول لها "أفلا يستحق المستهلك السعودي المعاملة ذاتها التي يجدها المستهلك الغربي؟".
أما على مستوى الفرد فيمكن التعرف على المنتجات المحتوية على تلك الدهون من خلال قراءة المكونات ومدى وجود الدهون المهدرجة جزئياً، وكذلك البطاقة الغذائية ومدى احتوائها على الدهون المفروقة "Trans Fats". علماً بأن بعض المنتجات قد لا تعرض ذلك في البطاقة.
ومن الضروري الحد من تناول الأطعمة والوجبات السريعة، وخصوصاً المقلية منها، أو ما يستخدم فيه زيوت الخضار المهدرجة جزئياً كالسمن النباتي وبعض أنواع المارجرينا، كما يجب على الفرد عند شرائه الأطعمة المعلبة أو المغلفة كالكيك والمعجنات وغيرها التأكد من خلو محتوياتها من تلك المواد أو أن نسبتها منخفضة. يُضاف إلى ذلك أن العديد من الحلويات المحلية الصنع كالبقلاوة والكنافة والقطايف يستخدم فيها السمن النباتي لإعطائها النكهة.
وتطالب الجمعية الأمريكية للقلب بألا تزيد كمية المتناول من الدهون المفروقة على 1% من مجمل السعرات اليومية الموصى بها، ويعني ذلك أن لا تتجاوز الكمية جرامَيْن يومياً لنظام غذائي يتطلب 2.000 سعرة يومياً.
وينصح دوماً باستخدام الزيوت غير المشبعة كزيت الزيتون والذرة وزهرة الشمس والكانولا، والحد بشكل كبير من استخدام السمن النباتي والمارجرينا الجامدة المحتوية على الدهون المهدرجة جزئياً. وبلا شك فإن هذه الإرشادات تشمل أيضاً ضرورة الحد من الدهون المشبعة الحيوانية كما هو معلوم.




القوالب التكميلية للمقالات

قناة اليوتيوب