08-27-2014 12:13 مساءً
0 تعليقات
0 إهداءات
3314 زيارات
يقول الخبر الذي بثته صحيفة الشاهد الكويتية على لسان محامي الفنانة الكويتية شمس أن موكلته قد كسبت القضية التي رفعتها ضد أحد المغردين السعوديين الذي أساء لها بعدة تغريدات؛ حيث أكد المحامي حسين العصفور أن محكمة الاستئناف أيدت حكم محكمة الرياض الجزائية القاضي بحبس المغرد ثلاثة أشهر وتغريمه عشرة آلاف ريال وجلده 80 جلدة أمام ملء من الناس.
هذه الحادثة لربما تكون هي الحالة الأولى من نوعها سعودياً، أقول ربما حيث لم أشهد حالة مماثلة، على الرغم من سماعنا لرفع بعض الأشخاص لمثل هذا النوع من الدعاوى لكنها لم تفرج عن شيء في وقت نشهد يومياً حالات كثيرة من التعدي السافر التي نشهده في (تويتر) لاسيما ضد الشخصيات العامة بمختلف شرائحهم.
هذه الواقعة تعيدنا إلى حديث رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد حول موجة التعديات التي يواجهها هو والكثيرون من الشخصيات العامة ممن آمنوا بأن التواجد في (تويتر) حالة حضارية ينبغي استثمارها لخلق حوار حضاري مع عامة أبناء المجتمع، وهي التعديات التي وصفها الأمير ب "السفالة"، والتي أشرت إليها في مقالة سابقة حيث أكدت على حتمية التصدي لما أسميته ب "تيار السفالة"، وأن ذلك مسؤولية المؤمنين من أبناء الوسط الرياضي بحتمية محاصرة هذا التيار وإجباره على الانصياع لآداب الذوق العام أو التخلي والانسحاب من ساحة التواصل الاجتماعي.
الأمير عبدالرحمن بن مساعد وبعد أيام قليلة من تحريكه للملف بمبادرة شجاعة تحسب له أعلن عن رفع قضية على أحد المغردين بعد أن تعرض له باتهامات شنيعة، وكأني به أراد أولاً إلقاء الحجة على الوسط الرياضي قبل أن يبادر لتفعيل طرحه على أرض الواقع، وهي القضية التي أتمنى أن تنجح؛ ليس نكاية بالمغرد الذي لا أعرفه ولكن لكي يكون عبرة لمن يعتبر.
قبل عام كان لي فرصة المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني والذي حملت ندواته عنوان "الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي" حيث شارك فيه نخبة من مثقفي الوطن والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد خرج المؤتمر بتوصيات ثرية على المستوى الأمني والقانوني والاجتماعي، وكانت كفيلة لو تم تفعيلها في رسم خارطة طريق واضحة لما نحن عليه اليوم من تجاذب في ساحة "تويتر" تحديداً.
المطلب اليوم ليس رياضياً وحسب بل مطلب وطني وهو ضرورة إصدار قانون يجرم الكراهية بين أبناء الوطن الواحد، خصوصاً وقد ذهب بعض المغردين بعيداً في النيل من مختلف مكونات الوطن، وقد بدوا في مأمن مما يفعلون، إلى جانب حتمية تفعيل قانون مكافحة الجرائم المعلوماتية، ولعل تعليق الأمير عبدالرحمن بن مساعد للجرس يكون بداية التأسيس لهذه الحاجة الوطنية الملحة.
كون الوسط الرياضي في السعودية هو من أكثر الأوساط حركية وتجاذبا فإن دعوة رئيس الهلال ومن ثم مبادرته في التصدي لما سماه بالسفالة قد تكون فرصة مواتية كي تتمدد للأوساط الأخرى فنكون بذلك قد أحرزنا تقدماً في هذه الظاهرة المؤرقة والتي تستدعي الاصطفاف ضد الخارجين على القانون والضاربين بآداب الذوق العام.
*نقلا عن الرياض السعودية
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم