خطر، خطر، خطر، عاجل، عاجل، عاجل..
أخاطب بهذه المقالة المسؤولين والعلماء والدعاة والآباء والأمهات والأساتذة والمربين ورجال الفكر والإعلام وكل من عنده ذرة إيمان ونقطة ضمير وبصيص من نور وقطرة من إنسانية.
*
الخطر الداهم علينا ديناً ودولةً ووطناً وشعباً هو ما يتعرض له إسلامنا من تشويه وحرب، أدهاها وأمرّها حرب الإلحاد التي توجَّه إلى شبابنا وفتياتنا سرًّا بخبث لصرفهم عن إيمانهم بربهم - عز وجل - واتباعهم لرسولهم - صلى الله عليه وسلم - وتشكيكهم في كتاب الله واليوم الآخر وما ورد من علم الغيب، وصدقوني أني لا أبالغ فيما أقول بعدما سافرتُ واستمعتُ للشباب، وتأكدتُ بنفسي من أخبار ثُلة من البشر مريضة مشوَّهة عقيدة، ممسوخة ديناً، دنِسة أخلاقاً، دنيئةً أفكاراً، تبث الشّبهات بين الشباب والفتيات عن وجود الله - عز وجل - وربوبيته وألوهيته، وصحة رسالة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومصداقية القرآن، وهل هو من عند الله؟ وعن البعث والنشور واستحالة ذلك - أعوذ بالله من كل رجسٍ نجسٍ دنسٍ مهلوسٍ. وقد أخبرني بعض الثقات بأنّه كان في جدة نادٍ ليلي دنيء عميل، يبث الإلحاد بين الناشئة، وهو وكرٌ لأناس منكوسي الفطرة، قد باؤوا بغضبٍ من الله، وحدّثني بعض الشباب أنه وُجد في الجلسات الخاصة المشبوهة مَنْ شككه في دينه ومعتقده، وقبل أيام حدثنا أحد الأعيان في مجلس بمدينة الرياض بأنه التقى العام الماضي في رمضان بمكة بشباب من أسرة سعودية مرموقة فوجدهم يسخرون من الدّين، وينكرون البعث، فقال لهم: فلماذا جئتم إذاً إلى مكة في رمضان؟ قالوا: نحن تبع لأسرتنا، سواء سافروا إلى مكة أو دبي أو باريس، ولا نعرف ديناً ولا عقيدةً ولا "خرابيط" ولا كلاماً فاضياً!! وكنت في الخارج للعلاج وإجراء عملية فتعرفتُ على رجل سعودي طاعن في السّن فوق السّبعين، لا يعرف صلاةً ولا زكاةً ولا صياماً ولا حجاً، ويقول بمكرٍ وخبث: أصلاً القرآن من كلام محمد بن عبدالله - يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم - وهو ليس بنبي ولا برسول، وإنما هو مصلح وقائد عربي كبير! كبرت كلمة تخرج من فم هذا الأثيم الشِّرير المدحور. ومن طالع وسائل التواصل الاجتماعي يجد هذه الجيفة النّتنة النجسة تفوح ريحتها في مواقع سامّة وأوكارٍ خاوية بها عقارب وحيّات ممن لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم. والمقصود أنّني أخاطب الدولة والعلماء والدعاة والمفكرين والكتَّاب بل الأمة بأسرها بأن ينتبهوا لهذا الخطر، فدولتنا إسلامية، جمعتنا براية التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وبلادنا مهبط الوحي ومهد الرسالة ومنطلق النور، وقضيتنا الكبرى الإيمان بالله، ورسالتنا للعالم دين الإسلام، وشرفنا وفخرنا المعتقد الصحيح، فإذا تهاونَّا وتكاسلنا وتساهلنا دبَّت إلى دارنا الثعابين لتنهش أجسامنا، وتتقيأ بسمومٍ قاتلة في بيوتنا. أيها الأب، أيتها الأم، أخي الأستاذ، صديقي الداعية، زميلي الكاتب، ابني الشاب، ابنتي الفتاة: أفي الله شك؟ أما كفانا الكتاب المفتوح، وهو الكون، والكتاب المشروح وهو القرآن؟ أما ملأت البراهين والأدلة والشواهد أسماعنا وأبصارنا بوجود الله وبربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته؟ أما صحَّت عندنا البيّنة القاطعة برسالة سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم؟ فلماذا نغفل عن كل غاوٍ آثمٍ حقير، يشككنا في المسلَّمات والقواطع والأصول؛ لينقلب الإنسان بلا إيمان إلى حيوان (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً). اجلس مع أسرتك، حدِّثهم عن الإيمان، قرِّبهم من الله، أغرس في نفوسهم العقيدة الصحيحة. أيها المجتمع المسلم، هيا إلى حملةٍ إيمانية دعوية إعلامية عن الإيمان ومحاربة الإلحاد في المساجد والمدارس والجامعات والصحف والتلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي.
*
اللهم إني أنذرت وحذَّرت، اللهم فاشهد. أمانة أضعها في عنق كل مسلم ومسلمة، فمن خان أمانته فحسابه على الله، وموعده العرض الأكبر، وخصيمه علمه، وعدوه لسانه، والشهود عليه جوارحه، وكفى بنفسه عليه حسيباً. تبًّا للحياة بلا إيمان، وسحقاً للعيش بلا عقيدة، ولعنة على كل ملحدٍ كفورٍ خائنٍ عميل مرتزق، قال تعالى: (ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ).