التنوير رافعة التغيير المجتمعي

حسن المصطفى

441 مشاهدة/ 0 التعليقات
التغيير في المجتمعات المحافظة، عادة ما يكون عملية محفوفة بالمخاطر والمصاعب، نتيجة لوجود ممانعة ثقافية جوانية صلبة، وفي ذات الوقت خوف أو توجس من القادم المجهول بالنسبة للكثيرين. فالناس غالباً ما تستأنس بما اعتادت عليه، حتى لو علمت في قرارة نفسها أن هذا النمطي والسائد، بات عتيقاً لا ترتجى منه منفعة!.

طبيعة النفس البشرية مجبولة على حب الراحة، والبقاء على شاكلة واحدة، طالما أنها تحت السيطرة، وتؤدي الحد الأدنى من وظائفها.

المجتمع السعودي، يمر اليوم بمرحلة تبدل حقيقية، وهو في هذا التحول لن يكون بدعاً بين المجتمعات. وعليه، فإن حاجته ماسة للتأسيس الفكري والنفسي ليواكب عملية التغيير والإصلاح وينخرط فيها. وبعبارة أكثر دقة، أن تكون هنالك أفكار تنويرية، مدنية، وذات تأثير حقيقي على المتلقي.

التنوير ليس فعلاً ميسوراً، سيواجه بالكثير من المصاعب. وأولى تلك المعضلات شخصيات المثقفين الحاملة له، أو المبشرة به، وطبيعة فلسفتها ونظرتها إلى الحياة، ومدى علميتها، وقدرتها على الاستقلالية والتفكير الحر، وصياغة خطاب مقنع وجذاب وعلمي في آن معا.

«نسمى مفكرا حرا، ذاك الذي يفكر بطريقة مخالفة لما كنا ننتظره منه بسبب أصله، وسطه، حالته، وظيفته، أو بسبب الآراء السائدة في عصره»، يقول نيتشه، واصفاً الفرد الذي يجترح أفكاراً حرة. وهذه الصفات كما نلحظ هي على الضد من الطبيعة السكونية السائدة بين البشر العاديين. فالضوء الذي تحدثه الأفكار التنويرية سيعمل على بعثرة الظلمة، وتحريك الساكن، وإيقاظ الأرواح التي علتها أطنان من الغبار لسنوات طويلة خلت.
أزرار التواصل الاجتماعي