السؤال:
المستمع حسين ولد ميمني تاجي من الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بعث برسالة إلى البرنامج وضمنها سؤالين في أحد أسئلته يقول: هل يجوز البناء على الميت كالبيت مثلًا؟ ولعله يقصد القبر سماحة الشيخ، جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
البناء على القبور لا يجوز مطلقًا، بل ذلك من أسباب الشرك ومن ذرائع الشرك، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وثبت في الصحيح من حديث جابر قال: نهى رسول الله ﷺ أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه.
فلا يجوز البناء عليه لا قبة، ولا حجرة، ولا مسجد ولا غير ذلك، ولا أن يقعد عليه، ولا أن يجصص، ولا أن يجعل عليه الستور والأطياب، كل هذا منكر، ومن وسائل الشرك، فالواجب الحذر من ذلك، والواجب على المسلمين في كل مكان أن يحذروا هذا العمل السيئ الذي انتشر في بلدان كثيرة ودول كثيرة.
فالواجب هدم المساجد التي على القبور إذا كانت بنيت عليها، والقباب التي على القبور تهدم وتزال، هذا الواجب على الدول الإسلامية أن يزيلوها، وتكون القبور مكشوفة ليس عليها شيء.
أما إن كان القبر جديد هو اللي دفن في المسجد، والمسجد قبله، المسجد قديم؛ فإنه ينبش القبر، ويخرج إلى المقابر يجعل مع المقابر، ولا يكون في المسجد، بل يجب أن ينبش، وأن ينقل رفاته إلى المقابر العامة، ويبقى المسجد سليمًا يصلى فيه.
أما إن كان القبر هو القديم، وبني المسجد عليه؛ فإنه يهدم المسجد ولا يجوز بقاؤه، يجب على رؤساء الدول الإسلامية المسئولين أن يقوموا بهذا الواجب، وأن يمنعوا الناس من الشرك وذرائعه فإن دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات شرك أكبر.
وبناء المساجد على القبور بدعة ومن أسباب الشرك، ولهذا قال ﷺ في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في الصحيح عن جندب بن عبد الله البجلي قال ﷺ: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد؛ فإني أنهاكم عن ذلك.
ويقول ﷺ: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، ولما قالت له أم سلمة وأم حبيبة رضي الله عنهما: «إنهما رأتا في أرض الحبشة صوراً في بعض الكنائس، قال ﷺ في حق النصارى: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا وصوروًا فيه تلك الصور، ثم قال: أولئك شرار الخلق عند الله، فأخبر أنهم شرار الخلق بسبب أعمالهم وهي البناء على القبور واتخاذ الصور عليها.
فالواجب على الحكومات الإسلامية وعلى جميع العلماء أن يسعوا في إزالة هذه الأبنية التي على القبور: من مساجد وقباب وغيرها، وأن تكون القبور بارزة مكشوفة، ليس عليها بناء، ولا مانع من رفع القبر قدر شبر يرفع ترابه؛ حتى يعرف أنه قبر، يكون لحد يكون له لحد ويكون التراب الباقي يجمع على القبر حتى يكون فوقه علامة على أنه قبر وعليه نصايب ويكون قدر شبر ونحوه حتى يعرف أنه قبر.
أما البناء فلا يبنى عليه لا مسجد ولا غيره ولا قبة ولا غيرها، ولا يجوز أن يدعى صاحب القبر يقول: يا سيدي أو يا فلان يا أبا عبد الله أو يا محمد أو يا فلان! اغفر لي أو انصرني أو اشف مريضي أو أنا في جوارك، ولا يقال: يا رسول الله ولا يا أبا بكر ولا يا سيدي البدوي ولا يا سيدي الحسين ولا يا سيدي عبد القادر ولا غيرهم، لا يجوز هذا كله، بل هو من الشرك الأكبر.
دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات من الشرك الأكبر.
فلا يدعى الرسول ﷺ ولا غيره من الصحابة ولا غيرهم ولا من العلماء، بل هذا من الشرك الأكبر عند جميع أهل العلم من أهل السنة والجماعة .. كانت الجاهلية يعظمون القبور ويدعونها من دون الله ويستغيثون بأهلها، فنهى الله عن ذلك، وحرم ذلك على المسلمين، قال : فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[الجن:18]، وقال سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[المؤمنون:117]، وقال : ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ[فاطر:13-14]، فسماه شركًا .
فدعاء الأموات وسؤالهم الشفاعة أو النصر على الأعداء أو شفاء المرضى أو النذر لهم أو الذبح لهم، كل هذا من الشرك الأكبر، ومن عبادة غير الله، والله سبحانه يقول: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ[الإسراء:23].. وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[البينة:5]، ويقول النبي ﷺ: الدعاء هو العبادة، دعاء الميت عبادة وشرك به بالله ، نسأل الله السلامة والعافية، ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يصلح ولاة أمرهم، حتى يزيلوا ما وقع من الشرك وذرائعه ووسائله. نعم.
المقدم: اللهم آمين جزاكم الله خيرًا.
المستمع حسين ولد ميمني تاجي من الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بعث برسالة إلى البرنامج وضمنها سؤالين في أحد أسئلته يقول: هل يجوز البناء على الميت كالبيت مثلًا؟ ولعله يقصد القبر سماحة الشيخ، جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
البناء على القبور لا يجوز مطلقًا، بل ذلك من أسباب الشرك ومن ذرائع الشرك، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وثبت في الصحيح من حديث جابر قال: نهى رسول الله ﷺ أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه.
فلا يجوز البناء عليه لا قبة، ولا حجرة، ولا مسجد ولا غير ذلك، ولا أن يقعد عليه، ولا أن يجصص، ولا أن يجعل عليه الستور والأطياب، كل هذا منكر، ومن وسائل الشرك، فالواجب الحذر من ذلك، والواجب على المسلمين في كل مكان أن يحذروا هذا العمل السيئ الذي انتشر في بلدان كثيرة ودول كثيرة.
فالواجب هدم المساجد التي على القبور إذا كانت بنيت عليها، والقباب التي على القبور تهدم وتزال، هذا الواجب على الدول الإسلامية أن يزيلوها، وتكون القبور مكشوفة ليس عليها شيء.
أما إن كان القبر جديد هو اللي دفن في المسجد، والمسجد قبله، المسجد قديم؛ فإنه ينبش القبر، ويخرج إلى المقابر يجعل مع المقابر، ولا يكون في المسجد، بل يجب أن ينبش، وأن ينقل رفاته إلى المقابر العامة، ويبقى المسجد سليمًا يصلى فيه.
أما إن كان القبر هو القديم، وبني المسجد عليه؛ فإنه يهدم المسجد ولا يجوز بقاؤه، يجب على رؤساء الدول الإسلامية المسئولين أن يقوموا بهذا الواجب، وأن يمنعوا الناس من الشرك وذرائعه فإن دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات شرك أكبر.
وبناء المساجد على القبور بدعة ومن أسباب الشرك، ولهذا قال ﷺ في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في الصحيح عن جندب بن عبد الله البجلي قال ﷺ: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد؛ فإني أنهاكم عن ذلك.
ويقول ﷺ: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، ولما قالت له أم سلمة وأم حبيبة رضي الله عنهما: «إنهما رأتا في أرض الحبشة صوراً في بعض الكنائس، قال ﷺ في حق النصارى: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا وصوروًا فيه تلك الصور، ثم قال: أولئك شرار الخلق عند الله، فأخبر أنهم شرار الخلق بسبب أعمالهم وهي البناء على القبور واتخاذ الصور عليها.
فالواجب على الحكومات الإسلامية وعلى جميع العلماء أن يسعوا في إزالة هذه الأبنية التي على القبور: من مساجد وقباب وغيرها، وأن تكون القبور بارزة مكشوفة، ليس عليها بناء، ولا مانع من رفع القبر قدر شبر يرفع ترابه؛ حتى يعرف أنه قبر، يكون لحد يكون له لحد ويكون التراب الباقي يجمع على القبر حتى يكون فوقه علامة على أنه قبر وعليه نصايب ويكون قدر شبر ونحوه حتى يعرف أنه قبر.
أما البناء فلا يبنى عليه لا مسجد ولا غيره ولا قبة ولا غيرها، ولا يجوز أن يدعى صاحب القبر يقول: يا سيدي أو يا فلان يا أبا عبد الله أو يا محمد أو يا فلان! اغفر لي أو انصرني أو اشف مريضي أو أنا في جوارك، ولا يقال: يا رسول الله ولا يا أبا بكر ولا يا سيدي البدوي ولا يا سيدي الحسين ولا يا سيدي عبد القادر ولا غيرهم، لا يجوز هذا كله، بل هو من الشرك الأكبر.
دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات من الشرك الأكبر.
فلا يدعى الرسول ﷺ ولا غيره من الصحابة ولا غيرهم ولا من العلماء، بل هذا من الشرك الأكبر عند جميع أهل العلم من أهل السنة والجماعة .. كانت الجاهلية يعظمون القبور ويدعونها من دون الله ويستغيثون بأهلها، فنهى الله عن ذلك، وحرم ذلك على المسلمين، قال : فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[الجن:18]، وقال سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[المؤمنون:117]، وقال : ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ[فاطر:13-14]، فسماه شركًا .
فدعاء الأموات وسؤالهم الشفاعة أو النصر على الأعداء أو شفاء المرضى أو النذر لهم أو الذبح لهم، كل هذا من الشرك الأكبر، ومن عبادة غير الله، والله سبحانه يقول: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ[الإسراء:23].. وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[البينة:5]، ويقول النبي ﷺ: الدعاء هو العبادة، دعاء الميت عبادة وشرك به بالله ، نسأل الله السلامة والعافية، ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يصلح ولاة أمرهم، حتى يزيلوا ما وقع من الشرك وذرائعه ووسائله. نعم.
المقدم: اللهم آمين جزاكم الله خيرًا.