لماذا أداء النساء أفضل من الرجال في أسواق الأسهم؟
في عام 1998 نشر البروفيسور براد باربر المشهور في علم الاقتصاد السلوكي والبروفيسور تيرنس أودين بحثا رائعا في مجال التمويل السلوكي اسمه Boys will be Boys: Gender, Overconfidence, and Common Stock Investment (الرجال يبقون رجالا: الثقة المفرطة والاستثمار بالأسهم)، يتحدث عن التحيزات السلوكية بناء على جنس المتعامل، هذه الدراسة أظهرت أن النساء يتفوقن على الرجال في أدائهن في الأسواق المالية بما يقارب 1 في المائة سنويا، هذا التفوق ليس بسبب حسن الاختيار للأسهم ولا بسبب ذكاء أو حسن التوقيت وإنما بسبب مختلف تماما يتعلق بالسلوك أو بمعنى آخر وجود تحيز سلوكي لدى الرجال يؤثر في قراراتهم ونتائجهم وأدائهم، هذا التحيز يعرف بالثقة المفرطة أو overconfidence، حيث إن الدراسة تشير إلى أن الرجال لديهم ثقة مفرطة أكثر من النساء في توقعاتهم للعوائد، ولديهم ثقة مفرطة في معلوماتهم المتعلقة بتقييم الأسهم، وعليه ترتفع تقديراتهم لاحتمالات نجاح تقييماتهم وتوقعاتهم لهذه الأسهم بشكل كبير بخلاف وجهة نظر أي جهة أخرى تتعارض مع تقييمهم، لذلك فالمستثمرون أصحاب الثقة المفرطة لديهم إيمان كبير بتقييمهم الشخصي للأصول، لكن كيف أثر هذا التحيز السلوكي على أدائهم في الأسواق المالية ما أدى إلى تراجع أدائهم مقابل النساء؟
التأثير حصل بسبب زيادة التداولات التي بدورها تزيد التكاليف "تكاليف وسيط الأسهم" على المحفظة مما يقلل العوائد أو المنفعة في نهاية الأمر، طبعا هؤلاء المستثمرون يزيد لديهم حجم وعدد التداولات بسبب ثقتهم بقراراتهم واعتقادهم الدائم بوجود عوائد عالية على الرغم من عدم وجود إثباتات تدعم هذه القرارات، من ناحية أخرى يميل هؤلاء المستثمرون "الرجال" إلى أخذ مخاطر أعلى وبالتالي يكون مستوى المخاطرة لمحافظهم أعلى بشكل عام من المستثمرين العقلانيين، كل هذه العوامل حسب الدراسة أسهمت في تراجع أداء الرجال عن النساء في الأسواق المالية.
الثقة المفرطة هي أحد النماذج الكثيرة التي تمت دراستها من قبل علم التمويل السلوكي أو الاقتصاد السلوكي وهي تسهم بشكل أو بآخر في التأثير على قرارات الأفراد في الأسواق أو القرارات المالية بشكل عام، ومن ثم تؤثر في استثماراتهم وأمورهم المالية، وكما تناولت الدراسة فقد أدت زيادة الثقة لدى الرجال إلى تقليل عوائدهم وهذا يعاكس تماما الهدف من الاستثمار.
لكن بالعودة إلى بداية الموضوع وهو تفوق النساء في استثماراتهن في الأسهم لا أعلم إذ يوجد هنالك دراسات محلية مماثلة لها، لكن شخصيا أعتقد بصحة زيادة الثقة لدى الرجال عن النساء، وهذا يسبب تحيزا سلوكيا يبعدهم عن العقلانية ويزيد من الأخطاء في قراراتهم طبعا هذا كله بافتراض أن الجميع من الرجال والنساء في المستوى نفسه أو متقاربين من ناحية حصولهم على المعلومات والفهم للأسواق، فلا يعقل أن يقارن شخص لديه احترافية واطلاع وخبرة بآخر يجهل تماما أساسيات الأسهم "رغم وجود دراسة على القرود خلصت إلى تفوق أداء الأسهم التي اختارتها القرود على مؤشر السوق"، ومن ناحية أخرى، أؤمن أن كثرة التداولات في أغلب الحالات لا تعود بالنفع على أصحابها، بل تفيد شركات الوساطة فقط، وهنالك دراسات كثيرة حول هذا الموضوع.
إن تغيير القرارات والآراء والتقييمات حول الأسهم مطلوب إذا تغيرت المعطيات الأساسية، لكن ليس إلى درجة يتم فيها تغير المراكز وتغير الأسهم في المحفظة بشكل يومي أو أسبوعي أو حتى شهري، يجب أن يحتفظ المستثمر باستراتيجية واضحة وبانضباط قوي في تنفيذها تبعده عن العشوائية وتقلب الآراء والأهواء، فما أكثر هذه الحالات في سوقنا ومن واقع احتكاكي بالمتداولين الآن وسابقا عندما يستمع بعضهم إلى تحليل معين عن سهم بناء على عدة عوامل تخلص إلى جاذبيته الاستثمارية وهو مدرك بشكل كامل أنها لن تنعكس على قيمة السهم بالارتفاع قريبا، بل يجب الصبر عليها لمدة قد تتجاوز ستة أشهر، يقرر أن يمتلك في هذا السهم ويحتفظ به لمدة لا تقل عن ستة أشهر، إلا أنني أفاجأ أنه وبعد أقل من أسبوع واحد باع ما لديه بسبب ظهور أزمة خارجية في أوروبا لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأساسيات هذه الشركة ولا تؤثر أبدا في أرباحها لكن وبسبب تأثره بشخص سلبي آخر يحب أن يربط أي حدث سلبي حول العالم بانهيار سوق الأسهم السعودية وعليه نسف كل الحديث حول التوقعات وقرر بيعها حالا في السوق، هذه الحالة وغيرها من الممارسات والتحيزات السلوكية أواجهها كثيرا وهي انعكاس عملي لما نقرأه في البحوث العلمية حول التحيزات السلوكية، وسوف أتناول بعضها في مقالات قادمة بإذن الله لننشر وعيا ماليا لعموم المتداولين والمستثمرين.
التأثير حصل بسبب زيادة التداولات التي بدورها تزيد التكاليف "تكاليف وسيط الأسهم" على المحفظة مما يقلل العوائد أو المنفعة في نهاية الأمر، طبعا هؤلاء المستثمرون يزيد لديهم حجم وعدد التداولات بسبب ثقتهم بقراراتهم واعتقادهم الدائم بوجود عوائد عالية على الرغم من عدم وجود إثباتات تدعم هذه القرارات، من ناحية أخرى يميل هؤلاء المستثمرون "الرجال" إلى أخذ مخاطر أعلى وبالتالي يكون مستوى المخاطرة لمحافظهم أعلى بشكل عام من المستثمرين العقلانيين، كل هذه العوامل حسب الدراسة أسهمت في تراجع أداء الرجال عن النساء في الأسواق المالية.
الثقة المفرطة هي أحد النماذج الكثيرة التي تمت دراستها من قبل علم التمويل السلوكي أو الاقتصاد السلوكي وهي تسهم بشكل أو بآخر في التأثير على قرارات الأفراد في الأسواق أو القرارات المالية بشكل عام، ومن ثم تؤثر في استثماراتهم وأمورهم المالية، وكما تناولت الدراسة فقد أدت زيادة الثقة لدى الرجال إلى تقليل عوائدهم وهذا يعاكس تماما الهدف من الاستثمار.
لكن بالعودة إلى بداية الموضوع وهو تفوق النساء في استثماراتهن في الأسهم لا أعلم إذ يوجد هنالك دراسات محلية مماثلة لها، لكن شخصيا أعتقد بصحة زيادة الثقة لدى الرجال عن النساء، وهذا يسبب تحيزا سلوكيا يبعدهم عن العقلانية ويزيد من الأخطاء في قراراتهم طبعا هذا كله بافتراض أن الجميع من الرجال والنساء في المستوى نفسه أو متقاربين من ناحية حصولهم على المعلومات والفهم للأسواق، فلا يعقل أن يقارن شخص لديه احترافية واطلاع وخبرة بآخر يجهل تماما أساسيات الأسهم "رغم وجود دراسة على القرود خلصت إلى تفوق أداء الأسهم التي اختارتها القرود على مؤشر السوق"، ومن ناحية أخرى، أؤمن أن كثرة التداولات في أغلب الحالات لا تعود بالنفع على أصحابها، بل تفيد شركات الوساطة فقط، وهنالك دراسات كثيرة حول هذا الموضوع.
إن تغيير القرارات والآراء والتقييمات حول الأسهم مطلوب إذا تغيرت المعطيات الأساسية، لكن ليس إلى درجة يتم فيها تغير المراكز وتغير الأسهم في المحفظة بشكل يومي أو أسبوعي أو حتى شهري، يجب أن يحتفظ المستثمر باستراتيجية واضحة وبانضباط قوي في تنفيذها تبعده عن العشوائية وتقلب الآراء والأهواء، فما أكثر هذه الحالات في سوقنا ومن واقع احتكاكي بالمتداولين الآن وسابقا عندما يستمع بعضهم إلى تحليل معين عن سهم بناء على عدة عوامل تخلص إلى جاذبيته الاستثمارية وهو مدرك بشكل كامل أنها لن تنعكس على قيمة السهم بالارتفاع قريبا، بل يجب الصبر عليها لمدة قد تتجاوز ستة أشهر، يقرر أن يمتلك في هذا السهم ويحتفظ به لمدة لا تقل عن ستة أشهر، إلا أنني أفاجأ أنه وبعد أقل من أسبوع واحد باع ما لديه بسبب ظهور أزمة خارجية في أوروبا لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأساسيات هذه الشركة ولا تؤثر أبدا في أرباحها لكن وبسبب تأثره بشخص سلبي آخر يحب أن يربط أي حدث سلبي حول العالم بانهيار سوق الأسهم السعودية وعليه نسف كل الحديث حول التوقعات وقرر بيعها حالا في السوق، هذه الحالة وغيرها من الممارسات والتحيزات السلوكية أواجهها كثيرا وهي انعكاس عملي لما نقرأه في البحوث العلمية حول التحيزات السلوكية، وسوف أتناول بعضها في مقالات قادمة بإذن الله لننشر وعيا ماليا لعموم المتداولين والمستثمرين.