• ×

09:45 مساءً , السبت 16 نوفمبر 2024

د. عبدالرحمن يحيى القحطاني

"مزاين الإبل" وكورونا الغامض!!

بواسطة: د. عبدالرحمن يحيى القحطاني

 0 تعليقات

 0 إهداءات

 5077 زيارات

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

لم يعد خافياً على أحد أن هناك علامات استفهام حول بعض احتفالات مزاين الإبل. وتكبر علامة الاستفهام أمام الأسعار الخيالية التي تُباع بها، وما يظهر من جدل حول كونها بؤراً لغسيل الأموال!!
*
أصبحت مزاين الإبل وكراً لتهييج النعرات القبلية، وإظهارها من مرقدها، وعودةً لأفعال الجاهلية في التفاخر والمباهاة، واختزلت صورة الإبل، رمز القوة والصلابة، والتحمُّل والصبر، والتأمُّل في خلقه، في صورة باهتة، لا تتجاوز الشكل والمظهر.
*
إسرافٌ وبذخٌ في المأكل والمشرب لحد ازدراء النعمة.. وكأنهم لم يكونوا يوماً يتقاسمون جلود الإبل من الجوع والفاقة!!
*
وأمام تلك الهالة من التفاخر الممقوت، والكبرياء القبلي، يتسلل كائن حي لا تراه الأعين، وبالكاد يمكن للمجاهر الإلكترونية أن تلتقطه!! يتسلل بكل هدوء وكبرياء إلى الإبل؛ ليقلق أصحاب تلك المزاين، ويقض مضاجعهم.
*
إنه فيروس كورونا الجديد الذي يتفنن في إرباك ساحة المزاين بسلوكه الغامض، حتى أصبح بطل الموقف، والعدو الأول لتلك المزاين.
*
*يظهر في الدراسات والأبحاث الطبية كأحد اللاعبين الرئيسيين في نتائجها؛ فها هو يوجد في الإبل، ويصيبها بالمرض، لكنَّ سلوكه يثير الكثير من الغموض والغرابة؛ فلماذا لم يُصب به رعاة الإبل ومُلاكها؟!!
*
يتنفس أصحاب مزاين الإبل الصعداء حيال ذلك، ثم ما يلبث هذا الفيروس أن يقض مضاجعهم مرة أخرى ليظهر في تصاريح وزارة الصحة؛ إذ تنصح بالابتعاد عن الإبل المريضة وإفرازاتها وفضلاتها ومنتجاتها، وتشدد على طهي لحوم الإبل جيدًا قبل تناولها، وكذلك غلي الحليب قبل تناوله.
*
ويهدأ الموقف قليلاً تجاه ذلك، ويبدأ بعض مُلاك الإبل بالاستهزاء بتصريحات الوزارة والاستخفاف بها من خلال مقاطع للفيديو، تُظهرهم وهم يحتضنون الإبل ويقبلونها في أنوفها وأفواهها!! في منظر يبعث على التأمل والشفقة معاً عليهم!! وكأني بهم وفرائصهم ترتعد هلعاً من ذلك العدو الغامض الذي ظهر لهم من حيث لا يحتسبون، خوفاً من أن يذهب بأموالهم وملايينهم، ويجعلها هباءً منثوراً.
*
*لكن هذا الفيروس الغامض لم يعطِهم مهلة في عنجهيتهم؛ فها هو يظهر مجدداً بتكتيك عسكري جديد!! وهذه المرة من خلال وزارة الزراعة، التي أكدت في تصريح لها ضرورة توخي الحيطة، والأخذ بأسباب الوقاية، واتخاذ الإجراءات الصحية عند التعامل مع الإبل.
ولا أدري ما الذي سيصنعه هذا المحارب الخفي مع مزاين الإبل مستقبلاً لكسر البطر والرياء والسمعة، وكأنه خرج من مخدعه ليرهبهم، ويبث الرعب في تفاخرهم وكبريائهم المقيت.
أما بقية أفراد المجتمع فلا داعي للقلق والخوف المفرط، وكل ما يحتاج إليه الأمر التقيد بالإرشادات الصحية للحد من الإصابة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وفي مقدمتها الحفاظ على النظافة الشخصية من خلال غسل اليدين جيداً بانتظام بالماء والصابون، أو المطهرات الأخرى إن لم يتوافر الماء والصابون، عوضاً عن أهمية استخدام المنديل عند السعال أو العطس ورميه في سلة المهملات، وتجنب ملامسة الأنف والفم والعين باليد غير النظيفة. كما تشمل طرق الوقاية المحتملة منه غسل الفواكه والخضار جيداً قبل تناولها، وعدم مخالطة المصابين إلا للضرورة، مع استخدام الكمام عند مخالطتهم، وعدم مشاركتهم في الأدوات الشخصية، مع الحفاظ على نظافة الأسطح المعرضة للتلوث، كالطاولات ومقابض الأبواب وغيرها بصفة منتظمة.
*
أما ما يتعلق بالإبل فالرسائل واضحة في هذا الجانب، وتتضمن عدم مخالطة الإبل لغير الحاجة، خاصة المريضة، مع أخذ الاحتياطات الوقائية عند ذلك، إضافة إلى طهي اللحوم جيداً، بما في ذلك الكبد وبقية الأعضاء، وعدم شرب الحليب غير المبستر، مع غسل اليدين بالماء والصابون قبل وبعد التعامل مع منتجات الإبل وغيرها من منتجات الحيوانات، إضافة إلى عدم خلط اللحوم مع الخضار والفواكه عند إعداد الأطعمة، واستخدام ألواح تقطيع مخصصة للحوم فقط.
*
أما بالنسبة لمن يستدعي عمله التعامل المباشر مع الإبل، كالرعاة والجزارين، فعليهم الرجوع لإرشادات وزارة الزراعة في ذلك.
*
ويمكن التعرف على المزيد حول فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وطرق الوقاية منه من خلال الموقع الذي خصصته وزارة الصحة على الرابط (www.moh.gov.sa/ CoronaNew)
متمنياً لكم دوام الصحة والمعافاة.




القوالب التكميلية للمقالات

قناة اليوتيوب