08-27-2014 11:53 صباحًا
0 تعليقات
0 إهداءات
3172 زيارات
لم تنته المغامرة الاتحادية الهلالية الآسيوية بعد، ولم تبلغ المنى أيضا، بنهاية جولة الذهاب من ربع نهائي دوري الأبطال، وتركت الباب مشرعا لكل الاحتمالات في مباراتي الرد الثلاثاء المقبل.
.. قبل أن يشد أصفر جدة رحاله إلى مدينة التراث والتاريخ الإماراتية، العين، لم يشعر أحد أن مارد آسيا في عافيته بعد جولتين محليتين، ولم يظهر الفريق شكلا جماعيا يمكن الاتكاء عليه في مواجهة البنفسجي، وليس بين صفوفه لاعب يمكن أن يحمل الفريق بفردياته إلى شاطئ أمان، فعرف الفريق خسارته الأولى في تاريخ العميد أمام فريق إماراتي، وهي خسارة مستحقة لا تقتلع الآمال من جذورها، ولا تفتح بابا عريضا للتفاؤل.
في مباراة الرد، ليس العين بالفريق المستحيل، وهو الذي يفقد جزءا كبيرا من قوته بمغادرة دياره، حاله حال خصمه، ويبدو الفوز في متناول يد المضيف حتى لو أيدت لجنة الاستئناف الآسيوية قرار شقيقتها الانضباط بحرمان الأصفر الحجازي من جماهيره.
في موقعة الثلاثاء، أتوقع أن يفوز الاتحاد ويرد خسارته على الأراضي الإماراتية، لكن لا أحد يستطيع أن يضمن نجاح الاتحاديين في حماية شباكهم من إرساليات عموري الغادرة، التي يحولها جيان غالبا إلى حفلة فرح. وهنا المشكلة العويصة، خط عمر - جيان، ودفاع اتحاد مهترئ كبيت العنكبوت. وإذا ما نجح عموري في تموين الأسمر الإفريقي واهتزت شباك العميد فإن الفوز الاتحادي المنتظر لا يؤكل عيشا، لأن أي هدف عيناوي يضاعف الديون بين الذهاب والإياب ويصبح الأمر معقدا أكثر. من هنا أستطيع أن أقول: إنها مباراة الهدف الأول، من يسجله سيفتح الباب إلى نصف نهائي القارة الصفراء ويضع قدما على طريق العبور، ولذلك حذار .. حذار أن تهتز شباكنا قبل شباكهم، لحظتها سيكون كل شيء قد تبخر وتحول الحلم إلى سراب.
في النصف الثاني من ربع مواجهات الشرق الآسيوي، ظهر الهلال فريقا واقعيا محترما منظما، يرفض المغامرات الفردية الانتحارية، وينتهج نظاما عمليا دقيقا ساوى الجميع في خدمة اللون، فكان الأزرق لون ذاك المساء.
.. من قبل، عرفت هلالا مهابا وساطيا كما هلال جيرتس، لكن لم أعرف هلالا منظما كما هلال كوزمين، إلا ما فعله مواطنه ريجيكامب في ليلة هدم السد نحو العبور.
الروماني الشاب، صنع فريقا يدير أموره أمام خصومه في الميدان كالساعة، كل شيء يتحرك بعلم مسبق، ودقة متناهية، وإدراك واع، نظام عمل انصهر فيه الجميع، ولذلك لن نرى نيفيز والشمراني كما كانا في الموسم الماضي، لأن النظام أيضا يقيد أحيانا، وهو التحدي الذي سيواجه ريجي فيما لو استمر لموسمين، إذ ستتعالى أصوات كثيرة عند أول خسارة تقول إن واقعية ريجيكامب ودقته، تمس شخصية الزعيم التاريخية، وسيظهر من ينقد الرجل الحماسي بتهمة غياب المتعة، وقد فعلوها سلفا مع كوزمين، وعلى الباحثين عن المتعة أن يتذكروا تاريخ فريقهم الأسود في العقد الماضي مع دوري القارة، ولا أظنهم لحظتها سينادون بالمتعة، بل سيصفون خلف حملة لواء الواقعية.
فريق ريجي أنهى مهمة الذهاب بنجاح، ليس بالنتيجة فقط، بل بالعرض الفني، لم يجد الفريق تهديدا حقيقيا لآماله من الضيوف، وكانت الأمور دائما تحت السيطرة، ولكن هذه الحال لن تكون في مباراة الرد. لن يكتف بلحاج بمراقبة الدوسري وسيعود لانطلاقاته الخاطفة، ولن يكون موريكي وتباتا والبلوشي ردة فعل، بل فعل مبادر، وهنا سنعرف ما لا نعرفه عن ريجيكامب، وإنا لمنتظرون. حذرت الاتحاديين من استقبال الهدف الأول في جولة الإعادة، وأدعو الهلاليين للبحث عن الهدف الأول في مباراة الرد، فالطريق إلى نصف نهائي القارة العملاقة لممثلينا، يبدأ بمنع الهدف الأول وتسجيل الهدف الأول.
*نقلا عن الاقتصادية السعودية
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم