لقمة الإيراني تحت إرهاب دولته
05-28-2018 12:24 مساءً
0
0
549
"80 % من الإيرانيين تحت خط الفقر في مجال الرفاهية الاجتماعية" شهاب نادري، نائب مدينة أورامانات الإيرانية تكبر المآسي الاجتماعية في إيران، ولا تتوقف عند حد. والمورد أو الصانع الأول والأخير لهذه المآسي ليس إلا النظام الذي يحكم البلاد، بما يكفي لقمع أي تمرد أو انتفاضة يقوم بها الإيرانيون من أجل حياة كريمة. وبالطبع استخدم كل ما هو متوافر أمامه لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك، القتل والاغتيال والاعتقال، وتلفيق التهم. ورغم كل الحقائق الموجودة على الساحة، فنظام علي خامنئي يحرك أدواته لإبقاء الوضع الداخلي على ما هو عليه. لكن في الواقع لا يبقى هذا الوضع على ما هو عليه، لأن عدد الفقراء في إيران أمس زاد اليوم، ونسبة أولئك الذين يعيشون في الكهوف هنا وهناك، ارتفعت اليوم أيضا، والشريحة التي كانت تعيش البارحة فقط، صارت اليوم تناضل من أجل أن تعيش. الحال ليس على ما هو عليه، إلا إذا استثنينا قوة البطش والظلم الباقية على حالها. في جلسة لمجلس الشورى الإيراني، طرح كل شيء بشأن الوضع المعيشي للإيرانيين، وكعادته لم يحضر الرئيس حسن روحاني الجلسة، لأسباب يعرفها أعضاء المجلس المشار إليه، وكل إيراني يعيش حسرته الاجتماعية المستدامة. وروحاني كغيره من غالبية رؤساء هذا البلد السابقين، يتجنب حضور مثل هذه الجلسات، لأنه ببساطة لا يملك ردودا على أسئلة محورية، من الضروري أن يكون هو شخصيا مالكها! وهذا أيضا مفهوم. فمتى كان الرئيس الإيراني يملك قرارا أو موقفا أو ردا على سؤال عملي. كل هذا موجود لدى خامنئي والدائرة الضيقة التي تحكم البلاد فعلا. وأي رئيس مر على هذه البلاد يعي جيدا، أن أي خلاف (ولو كان نظريا) مع هذا الخامنئي، يعني بداية نهاية الرئيس نفسه، والطرق لإتمام ذلك متوافرة، بما في ذلك بالطبع تلفيق اتهامات، ومحاكمات وغير ذلك من الطرق التي تفضح نفسها. ماذا قيل في تلك الجلسة التي عقدها مجلس الشورى، التي كانت مخصصة لاستجواب وزراء؟ أحد النواب وهو من أولئك التابعين لخامنئي قال، إن مؤشر الفقر في السنة الإيرانية الجارية ارتفع بنسبة 30 في المائة. أي أنه لم يستطع أن يخفض النسبة الحقيقية أكثر من ذلك، بينما اعتاد مثل هذا النائب أن يقدم الأرقام الصادمة بأخف مستوى ممكن. أما الصدمة الكبرى بالفعل، فكانت من شهاب نادري، نائب مدينة أورامانات الإيرانية. ماذا قال؟ إن 80 في المائة من الشعب تحت خط الفقر في مجال الرفاهية الاجتماعية! وبالطبع عرض كثيرا من الحقائق الموجودة على الأرض، وقدم أسماء لمناطق في إيران تحولت إلى كهوف، وأخرى تعيش شريحة كبيرة فيها على المخلفات الغذائية. والأدلة في إيران بهذا الخصوص عارمة وعامرة بالمآسي والأوجاع والمهانات والعوز والفقر. لنترك أوضاع العمال الذين يعملون 12 ساعة يوميا بأدنى حد ممكن من الرواتب ودون أي تأمينات اجتماعية. ولندع أيضا انهيار مستوى المدخرات للعمال أنفسهم إلى مستويات لم تحدث منذ أربعة عقود تقريبا، إضافة طبعا إلى معدلات البطالة التي بلغت حدودا مروعة، إلى جانب انهيار قيمة العملة وغلاء المواد الرئيسة، إلى نهاية الخراب الاقتصادي الاجتماعي في هذا البلد. كل هذا بات يشكل المشهد الإيراني المحلي. لم تتحرك المؤسسة الحاكمة لتعديل شيء من هذه الأوضاع، ولم تضع أي مخططات مستقبلية لحل بعض المشكلات المعيشية. الذي يحدث، أنّ هذا النظام يستثمر أموال الإيرانيين في كل ما يكفل الخراب إلا فيهم أنفسهم! فعملية إرهابية هنا وحرب هناك، وتدخل في هذه الدولة أو تلك، يتقدم كل شيء عند هذا النظام، بما في ذلك لقمة المواطن. صب نواب مجلس الشورى جام غضبهم على وزير العمل، الذي أوكلت لوزارته مهمة العمل على تحسين الأوضاع المعيشية في البلاد، ولاسيما أن بعض النواب يؤكدون أن هذه الوزارة تمتلك ما يقرب من 150 مليار دولار. وهم يقومون بذلك، لأنهم لا يستطيعون الاقتراب من رأس النظام المخرب علي خامنئي. وكذلك الأمر مع بقية الوزراء في حكومة روحاني. غير أن الأمر لا يسير بهذه الصورة في هذا البلد، لأن القرار الأخير ليس للوزير بل لدائرة خامنئي. وهذه الدائرة بإمكانها الوصول فورا إلى الأموال التي تشرف عليها هذه الوزارة أو تلك، ناهيك عن سيطرتها على أكثر من نصف الاقتصاد الوطني نفسه. بما في ذلك ممتلكات "الحرس الثوري" التي تقدر بما لا يقل عن 90 مليار دولار. "الحرس الثوري" هذا ليس معنيا بتحسين أوضاع مواطنيه، إنه معني فقط بقمعهم عند الضرورة، وبضرب أي انتفاضة من جانبهم. أما المهمة الرئيسة له، فهي نشر الإرهاب والخراب في كل بقعة يمكنه الوصول إليها، وتكوين المنظمات والعصابات الإرهابية. لا أمل في تغيير هذه الاستراتيجية في بلد يحكمه نظام مارق، لم يتمكن من إقامة علاقات طبيعية مع أي حكومة طبيعية حول العالم. إنه نظام مهووس بالقتل والإجرام والاحتلال والتدخلات، ولا يعطي الحد الأدنى من الاهتمام لمواطنيه الذين حولهم، إلى شعب يبحث عن اللقمة في حاويات القمامة، ويعيش في كهوف تعود إلى العصر الحجري. إنه النظام الأكثر عداء لشعبه وأكبر عدو للإنسانية جمعاء. ملخص المادة : "الحرس الثوري" هذا ليس معنيا بتحسين أوضاع مواطنيه، إنه معني فقط بقمعهم عند الضرورة، وبضرب أي انتفاضة من جانبهم. أما المهمة الرئيسة له فهي نشر الإرهاب والخراب في كل بقعة يمكنه الوصول إليها، وتكوين المنظمات والعصابات الإرهابية. لا أمل في تغيير هذه الاستراتيجية في بلد يحكمه نظام مارق، لم يتمكن من إقامة علاقات طبيعية مع أي حكومة طبيعية حول العالم. إنه نظام مهووس بالقتل والإجرام والاحتلال والتدخلات.