الفتنة الحقيقية في أزمة عقدي فتحي والسعيد
05-24-2018 07:08 مساءً
0
0
552
تخيل أنك تعمل في شركة وانتهى تعاقدك، ومن أجل تجديد تعاقدك تريد زيادة في راتبك. هذا حقك تماما ولا مشكلة في ذلك.
وافقت الشركة؟ كان بها. لم توافق الشركة على طلباتك؟ أمر طبيعي أيضا. ولكن غير الطبيعي هو أن يخرج مسؤولو الشركة ليعلنوا لبقية العاملين أن "عرضا خرافيا قُدم إليك" أو يخرج رئيس مجلس الإدارة في بيان رسمي على موقع الشركة يطالبك بتجديد عقدك..
لا خلاف على أن عبد الله السعيد أفضل لاعب في الدوري المصري، وأن أحمد فتحي لاعب أسطوري. لا خلاف أيضا على أن عدم تجديد الثنائي لتعاقده لن يعني أن الأهلي سيفقد السيادة المحلية مثلا أو أن التأثر السلبي سيكون هائلا ويصعب السيطرة عليه. ورغم كل ذلك، ردود الأفعال الرسمية والجماهيرية على أزمة تجديد الثنائي متطرفة، وتضر الجميع أكثر مما تفيد.
هناك أيضا أمر لا يجب أن يغفله الجميع، أن السعيد وفتحي يبلغان من العمر 32 عاما و33 عاما على الترتيب.
واقعيا، لن يستمر السعيد وفتحي في الملاعب بنفس المستوى لمدة 3 أعوام مقبلة على الأكثر. هذا أمر يعلمه الثنائي ويجب أن يعيه الأهلي، وجمهوره أيضا.
السعيد وفتحي يعلمان أن – على الأرجح – هذا التجديد سيكون آخر تجديد لهما في حياتهما الاحترافية كلاعبي كرة قدم. هذا الأمر يجعلهما يطلبا أكبر راتبا ممكنا من النادي من أجل "تأمين المستقبل" بعد "الحياة القصيرة لحياة كرة القدم" وإلى آخر تلك الكليشيهات.
أحيانا، يغفل الجمهور حقيقة أن لاعب كرة القدم يعمل كلاعب كرة قدم. لعب كرة القدم أمر ممتع ولكنه وظيفة في النهاية، يتقاضى على إثرها اللاعب أموالا.
هل هذا يعني أن على الأهلي الرضوخ لمطالب السعيد وفتحي؟
لا بالطبع هذا ليس ما أقصده. الجميع يعرف، وأولهم مسؤولو الأهلي، أن فريق الكرة لن يقف على لاعب وأن أساطير كثر تركوا الفريق واستمر الفريق بعدها في حصد البطولات.
إذا كان الأهلي لا يقدر أو لا يريد تلبية مطالب السعيد وفتحي فهذا حقه تماما، وبالتالي سيقوم بما يلزم لتعويض رحيلهما.
ولكن ما أستغربه هو ما يصدره الأهلي من بيانات وتصريحات حول الأمر.
يقول عدلي القيعي مدير التعاقدات إن تلبية طلبات السعيد = فتنة في الأهلي.
يقول سيد عبد الحفيظ مدير الكرة إن ناديه قدم "عرضا ماليا هو الأعلى" للسعيد وفتحي.
هل هذه التصريحات لا تسبب فتنة داخل غرفة الملابس؟ الكل يعرف أن فتحي والسعيد نجمان فوق العادة وهما من رموز الكرة المصرية في الوقت الحالي، ولكن تصريحات كتلك تضر أكثر مما تنفع.
في حالة عدم التجديد، سيستمر السعيد وفتحي حتى نهاية الموسم على الأقل. كيف سيكون وضعهما بين أعضاء الفريق بعد تلك التصريحات؟ كيف سيتعامل الجمهور معهما في وقت يقول النادي عنهما بشكل أو بآخر أنهما رفضا أعلى العروض رغبة منهما في عدم البقاء في الأهلي بينما يقول عن زملاء لهم إنهم وقعوا على بياض.
هذه التصريحات أراها الفتنة الحقيقية، فتنة داخل الفريق وفتنة بين الجماهير تسببت فيها تصريحات بعض مسؤولي النادي.
يأتي ذلك في وقت حرج بالنسبة للأهلي قبل حسم الدوري وبداية المعترك الإفريقي الذي يسعى الفريق فيه لاستعادة الأميرة السمراء. الأهلي يقدم أداء رائعا ونتائج أروع. أجواء صافية لا تعكرها سوى تجديد تعاقد تحول فجأة إلى أزمة.
"تسليم" اللاعبين للغضب الجماهيري، هذا ما تسببت فيه تصريحات وبيانات الأهلي وحتى إن جددا تعاقدهما، سيكون صعبا للغاية رأب الصدع الذي حدث.
العضب الجماهيري مفهوم بالطبع. ما يتقاضاه اللاعبان حاليا ليس قليلا والمبلغ الذي عرض عليهما للتجديد ليس قليلا أيضا.
مع كامل التفهم لرغبة اللاعبين في الحصول على العرض الأعلى، ولكن أيضا اللاعبان عليهما تفهم الغضب الجماهيري الذي لم يتولد فقط من تصريحات مسؤولي النادي بل ما وصل للجمهور منهما – بسبب عدم التجديد حتى الآن - من عدم تقدير لفضل الأهلي عليهما وأن تلك العروض العالية التي حصلا عليهما جزء منها بسبب لعبهم للأهلي.
هذا الأمر مفهوم للغاية، ولكن غير المفهوم هو تغذية مسؤولي النادي لهذا الشعور بقصد أو دون قصد.
وافقت الشركة؟ كان بها. لم توافق الشركة على طلباتك؟ أمر طبيعي أيضا. ولكن غير الطبيعي هو أن يخرج مسؤولو الشركة ليعلنوا لبقية العاملين أن "عرضا خرافيا قُدم إليك" أو يخرج رئيس مجلس الإدارة في بيان رسمي على موقع الشركة يطالبك بتجديد عقدك..
لا خلاف على أن عبد الله السعيد أفضل لاعب في الدوري المصري، وأن أحمد فتحي لاعب أسطوري. لا خلاف أيضا على أن عدم تجديد الثنائي لتعاقده لن يعني أن الأهلي سيفقد السيادة المحلية مثلا أو أن التأثر السلبي سيكون هائلا ويصعب السيطرة عليه. ورغم كل ذلك، ردود الأفعال الرسمية والجماهيرية على أزمة تجديد الثنائي متطرفة، وتضر الجميع أكثر مما تفيد.
هناك أيضا أمر لا يجب أن يغفله الجميع، أن السعيد وفتحي يبلغان من العمر 32 عاما و33 عاما على الترتيب.
واقعيا، لن يستمر السعيد وفتحي في الملاعب بنفس المستوى لمدة 3 أعوام مقبلة على الأكثر. هذا أمر يعلمه الثنائي ويجب أن يعيه الأهلي، وجمهوره أيضا.
السعيد وفتحي يعلمان أن – على الأرجح – هذا التجديد سيكون آخر تجديد لهما في حياتهما الاحترافية كلاعبي كرة قدم. هذا الأمر يجعلهما يطلبا أكبر راتبا ممكنا من النادي من أجل "تأمين المستقبل" بعد "الحياة القصيرة لحياة كرة القدم" وإلى آخر تلك الكليشيهات.
أحيانا، يغفل الجمهور حقيقة أن لاعب كرة القدم يعمل كلاعب كرة قدم. لعب كرة القدم أمر ممتع ولكنه وظيفة في النهاية، يتقاضى على إثرها اللاعب أموالا.
هل هذا يعني أن على الأهلي الرضوخ لمطالب السعيد وفتحي؟
لا بالطبع هذا ليس ما أقصده. الجميع يعرف، وأولهم مسؤولو الأهلي، أن فريق الكرة لن يقف على لاعب وأن أساطير كثر تركوا الفريق واستمر الفريق بعدها في حصد البطولات.
إذا كان الأهلي لا يقدر أو لا يريد تلبية مطالب السعيد وفتحي فهذا حقه تماما، وبالتالي سيقوم بما يلزم لتعويض رحيلهما.
ولكن ما أستغربه هو ما يصدره الأهلي من بيانات وتصريحات حول الأمر.
يقول عدلي القيعي مدير التعاقدات إن تلبية طلبات السعيد = فتنة في الأهلي.
يقول سيد عبد الحفيظ مدير الكرة إن ناديه قدم "عرضا ماليا هو الأعلى" للسعيد وفتحي.
هل هذه التصريحات لا تسبب فتنة داخل غرفة الملابس؟ الكل يعرف أن فتحي والسعيد نجمان فوق العادة وهما من رموز الكرة المصرية في الوقت الحالي، ولكن تصريحات كتلك تضر أكثر مما تنفع.
في حالة عدم التجديد، سيستمر السعيد وفتحي حتى نهاية الموسم على الأقل. كيف سيكون وضعهما بين أعضاء الفريق بعد تلك التصريحات؟ كيف سيتعامل الجمهور معهما في وقت يقول النادي عنهما بشكل أو بآخر أنهما رفضا أعلى العروض رغبة منهما في عدم البقاء في الأهلي بينما يقول عن زملاء لهم إنهم وقعوا على بياض.
هذه التصريحات أراها الفتنة الحقيقية، فتنة داخل الفريق وفتنة بين الجماهير تسببت فيها تصريحات بعض مسؤولي النادي.
يأتي ذلك في وقت حرج بالنسبة للأهلي قبل حسم الدوري وبداية المعترك الإفريقي الذي يسعى الفريق فيه لاستعادة الأميرة السمراء. الأهلي يقدم أداء رائعا ونتائج أروع. أجواء صافية لا تعكرها سوى تجديد تعاقد تحول فجأة إلى أزمة.
"تسليم" اللاعبين للغضب الجماهيري، هذا ما تسببت فيه تصريحات وبيانات الأهلي وحتى إن جددا تعاقدهما، سيكون صعبا للغاية رأب الصدع الذي حدث.
العضب الجماهيري مفهوم بالطبع. ما يتقاضاه اللاعبان حاليا ليس قليلا والمبلغ الذي عرض عليهما للتجديد ليس قليلا أيضا.
مع كامل التفهم لرغبة اللاعبين في الحصول على العرض الأعلى، ولكن أيضا اللاعبان عليهما تفهم الغضب الجماهيري الذي لم يتولد فقط من تصريحات مسؤولي النادي بل ما وصل للجمهور منهما – بسبب عدم التجديد حتى الآن - من عدم تقدير لفضل الأهلي عليهما وأن تلك العروض العالية التي حصلا عليهما جزء منها بسبب لعبهم للأهلي.
هذا الأمر مفهوم للغاية، ولكن غير المفهوم هو تغذية مسؤولي النادي لهذا الشعور بقصد أو دون قصد.