كيف ستغير التقنية شكل العالم خلال السنوات القادمة، رحلة نحو المستقبل
تتحفنا أفلام وكتب الخيال العلمي، بالتنبؤ بالعصر الذي تحكمنا فيه الآلات، فمن منا لم يشاهد سلسلة أفلام (Terminator) و(Transformers) والذي يخوض فيه البشر حروباً هائلة مع الآلات، أو تخوض الآلات حروبها ضد بعضها بعضاً؟ والسؤال الذي يظل قائماً هل ستسيطر الآلات على العالم البشري حقاً؟ وهل تصبح العقول الإلكترونية هي السيد على كوكب الأرض؟
الآلة والإنسان
لقد توصل العلماء إلى اختراع الطائرة بدون طيار، وإلى السيارة ذاتية القيادة، وإلى إنسان آلي يستطيع السير والركض، وصعود الدرج وحتى الرقص، فهل سيأتي اليوم الذي يتخطى الذكاء الاصطناعي لهذه الآلات ذكاء البشر، ومن ثم نصبح عبيداً لهم؟
يخبرنا ميتشيو كاكو وهو واحد من أفضل العلماء الموجودين حالياً على سطح الكرة الأرضية، في كتابه الشيق فيزياء المستقبل (Physics of the future)، إنه يجب علينا التفرقة بين نوعين من أجهزة الروبوتات التي صنعها الإنسان، النوع الأول هو ذلك النوع الذي تتم برمجته من قبل الإنسان، على تعليمات دقيقة معينة لا يستطيع تجاوزها، فالطائرات بدون طيار يتحكم فيها الإنسان وهو جالس في مكانه ويختار الأهداف كما لو كان يقوم بأحد ألعاب الفيديو، وبدون هذا الشخص المتحكم فيها لا تستط،يع الطائرة القيام بأي شيء.. وحتى السيارات ذاتية القيادة، تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ولا تستطيع اتخاذ قرارات مستقلة عندما تجري مسحاً للأفق وتدير عجلة القيادة.
أما النوع الثاني الذي له قدرة استقلالية في التفكير، ولا يتطلب التحكم فيه من قبل البشر، فلا زال يراوغ العلماء منذ منتصف القرن العشرين.
لقد توصل العلماء بشركة (هوندا) إلى اختراع الروبوت (اسيمو)، وهذا الروبوت يستطيع أن يتعرف على بعض الوجوه، وأن يستجيب للأوامر البسيطة، كما يستطيع التحدث بعدة لغات مختلفة، والمشي على نحو طبيعي والركض أيضاً، وعلى الرغم من كل هذا فذكاء هذا الروبوت لا يصل إلى ذكاء صرصار صغير، فكل ما يقوم به مزروع بداخله على هيئة برامج، وحتى مع تطوره عاماً بعد عام، إلا أنه لا يستطيع أن يتجاوز ما تمت برمجته عليه.
وقد يتبادر إلى الأذهان مباراة الشطرنج الشهيرة في العام 1997 بين بطل العالم غاري كاسباروف (Garry Kasparov) والسوبر كمبيوتر (Deep Blue)، الذي أنتجته شركة (IBM)، في هذه المباراة مُنيَ كاسباروف بهزيمة ساحقة، ف(Deep Blue) كان لديه المقدرة على إجراء 11 مليار عملية حسابية في الثانية الواحدة، ولكنه في حقيقة الأمر كان ليحرز صفراً في أي اختبار لمعدل الذكاء، فهو مبرمج فقط لأداء مهمة معينة.
ولكن العلماء لا ييأسون أبداً، فالعالم يان ليتشان (Yann LeChun) صمم روبوتاً يدعى (LAGR)، بدلاً من أن نقوم ببرمجته مسبقاً، يقوم هذا الروبوت بصنع خريطة ذهنية لكل ما يمرّ به، ولا يتلقى أية تعليمات بشرية، وإنما يتحرك باستقلالية تامة.
وبمرور الوقت يتوقع العلماء أن تكون هناك أجهزة روبوت تركيبية أشبه بمكعبات الليجو، تساعد في إصلاح البنية التحتية، وأن يحلّ الجراحون الآليون مكان الأطباء في العمليات الجراحية، وأن يتواجد في كل بيت طاهٍ آلي، وأن ينجحوا في منتصف هذا القرن في صنع روبوتات ذات مشاعر عاطفية.
كما يعكف العلماء على تجارب تتيح لهم فك شفرة العقل البشري، والاستعانة بهذا الأمر في تطوير الذكاء الاصطناعي للروبوتات، ومع ذلك اختلف العلماء فيما بينهم حول التوقيت الذي يمكن أن ينجحوا فيه، لكي يصبح للآلات ذكاء إداركي يفوق البشر، وفي هذا الأمر توجد سيناريوهات عدة.
السيناريو الأول: يذهب فيه بعضهم إلى أن البشر سيوضعون في أقفاص أشبه بحدائق الحيوانات، وتأتي الروبوتات لكي تشاهد هذه المخلوقات البدائية التي كانت صانعتها في يوم من الأيام، وذلك وفقاً لقانون التقدم الذي يجعل الفصائل المناسبة تحل مكان الفصائل غير المناسبة!!
ويذهب السيناريو الثاني: إلى أن الروبوتات ستقوم بصنع نسخ ذاتية أكثر تطوراً وتقدماً منها، إلى أن تنضب موارد الكوكب الذي نحيا عليه، من ثم تنطلق هذه الروبوتات لتحتل الكواكب الأخرى، وسيتحول الكون إلى عالم ذكي، محققين ما يسمى بالتفرد في عالم النجوم والمجرات من حولنا.
وهناك سيناريو آخر: وهو الأكثر ترجيحاً، مفاده قيام العلماء ببرمجة الروبوتات على غلقها فوراً عند إصدار الشخص أمراً صوتياً لها بذلك، أو القيام بزرع شريحة بها تغلقها على الفور إذا كانت لديها أفكار قاتلة، كما يمكن إنشاء روبوتات على هيئة قناصة تقوم بقتل أي روبوت يخرج عن مساره المرسوم له، أو تدريب البشر على هذا الأمر.
ويرى بعض العلماء أن تصميم الروبوتات لأهداف خيّرة فقط سيجعلنا نأمن خطرها، مهما بلغ ذكاؤها الاصطناعي. ولكن الجيش دوماً هو الممول الحقيقي والأكبر لمثل هذه الأبحاث، وتكون أهدافه عسكرية في الأساس، قبل أن تنتقل التقنية إلى المجال التجاري المدني، مما يجعل مخاوف الكثيرين في محلها، من أن تنقلب هذه التقنيات في يوم ما ضد البشر، وساعتها ستكون الخسائر فادحة.
ويظل هناك دوماً خيار أخير، هو أن يقوم البشر بتطوير أنفسهم، جنباً إلى جنب مع تطوير الذكاء الاصطناعي للروبوتات، ولقد استطاع العلماءُ النجاحَ في زرع شرائح إلكترونية في الجسم البشري، لإنشاء بدائل لحاسة السمع والرؤية لدى من فقدوها، ونجحوا أيضاً في تصميم يد آلية، يمكنها نقل الإحساس بالشعور إلى الشخص مثل اليد الحقيقية تماماً. ويأمل العلماء بأنه مع التطور المستمر سيصبح لدى البشر البديل الآلي الذي يمكن أن نعيش بداخله، ونختار الأجساد التي تروق لنا، كما جاء في الفيلم الرائع (Surrogates).
فهل سنصل إلى هذا اليوم الذي ستتحكم فيه آلات من صنعنا في مقدراتنا و مقدرات هذا الكوكب؟ أم أننا سنطور أنفسنا بشكل ربما لا يصدقه من يحيا في جيلنا الحالي؟ وإلى أن نصل إلى إجابة، يعدنا العلماء بمفاجآت أخرى غريبة وعجيبة قادمة من ذلك العالم المجهول….. عالم الغد.
الآلة والإنسان
لقد توصل العلماء إلى اختراع الطائرة بدون طيار، وإلى السيارة ذاتية القيادة، وإلى إنسان آلي يستطيع السير والركض، وصعود الدرج وحتى الرقص، فهل سيأتي اليوم الذي يتخطى الذكاء الاصطناعي لهذه الآلات ذكاء البشر، ومن ثم نصبح عبيداً لهم؟
يخبرنا ميتشيو كاكو وهو واحد من أفضل العلماء الموجودين حالياً على سطح الكرة الأرضية، في كتابه الشيق فيزياء المستقبل (Physics of the future)، إنه يجب علينا التفرقة بين نوعين من أجهزة الروبوتات التي صنعها الإنسان، النوع الأول هو ذلك النوع الذي تتم برمجته من قبل الإنسان، على تعليمات دقيقة معينة لا يستطيع تجاوزها، فالطائرات بدون طيار يتحكم فيها الإنسان وهو جالس في مكانه ويختار الأهداف كما لو كان يقوم بأحد ألعاب الفيديو، وبدون هذا الشخص المتحكم فيها لا تستط،يع الطائرة القيام بأي شيء.. وحتى السيارات ذاتية القيادة، تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ولا تستطيع اتخاذ قرارات مستقلة عندما تجري مسحاً للأفق وتدير عجلة القيادة.
أما النوع الثاني الذي له قدرة استقلالية في التفكير، ولا يتطلب التحكم فيه من قبل البشر، فلا زال يراوغ العلماء منذ منتصف القرن العشرين.
لقد توصل العلماء بشركة (هوندا) إلى اختراع الروبوت (اسيمو)، وهذا الروبوت يستطيع أن يتعرف على بعض الوجوه، وأن يستجيب للأوامر البسيطة، كما يستطيع التحدث بعدة لغات مختلفة، والمشي على نحو طبيعي والركض أيضاً، وعلى الرغم من كل هذا فذكاء هذا الروبوت لا يصل إلى ذكاء صرصار صغير، فكل ما يقوم به مزروع بداخله على هيئة برامج، وحتى مع تطوره عاماً بعد عام، إلا أنه لا يستطيع أن يتجاوز ما تمت برمجته عليه.
وقد يتبادر إلى الأذهان مباراة الشطرنج الشهيرة في العام 1997 بين بطل العالم غاري كاسباروف (Garry Kasparov) والسوبر كمبيوتر (Deep Blue)، الذي أنتجته شركة (IBM)، في هذه المباراة مُنيَ كاسباروف بهزيمة ساحقة، ف(Deep Blue) كان لديه المقدرة على إجراء 11 مليار عملية حسابية في الثانية الواحدة، ولكنه في حقيقة الأمر كان ليحرز صفراً في أي اختبار لمعدل الذكاء، فهو مبرمج فقط لأداء مهمة معينة.
ولكن العلماء لا ييأسون أبداً، فالعالم يان ليتشان (Yann LeChun) صمم روبوتاً يدعى (LAGR)، بدلاً من أن نقوم ببرمجته مسبقاً، يقوم هذا الروبوت بصنع خريطة ذهنية لكل ما يمرّ به، ولا يتلقى أية تعليمات بشرية، وإنما يتحرك باستقلالية تامة.
وبمرور الوقت يتوقع العلماء أن تكون هناك أجهزة روبوت تركيبية أشبه بمكعبات الليجو، تساعد في إصلاح البنية التحتية، وأن يحلّ الجراحون الآليون مكان الأطباء في العمليات الجراحية، وأن يتواجد في كل بيت طاهٍ آلي، وأن ينجحوا في منتصف هذا القرن في صنع روبوتات ذات مشاعر عاطفية.
كما يعكف العلماء على تجارب تتيح لهم فك شفرة العقل البشري، والاستعانة بهذا الأمر في تطوير الذكاء الاصطناعي للروبوتات، ومع ذلك اختلف العلماء فيما بينهم حول التوقيت الذي يمكن أن ينجحوا فيه، لكي يصبح للآلات ذكاء إداركي يفوق البشر، وفي هذا الأمر توجد سيناريوهات عدة.
السيناريو الأول: يذهب فيه بعضهم إلى أن البشر سيوضعون في أقفاص أشبه بحدائق الحيوانات، وتأتي الروبوتات لكي تشاهد هذه المخلوقات البدائية التي كانت صانعتها في يوم من الأيام، وذلك وفقاً لقانون التقدم الذي يجعل الفصائل المناسبة تحل مكان الفصائل غير المناسبة!!
ويذهب السيناريو الثاني: إلى أن الروبوتات ستقوم بصنع نسخ ذاتية أكثر تطوراً وتقدماً منها، إلى أن تنضب موارد الكوكب الذي نحيا عليه، من ثم تنطلق هذه الروبوتات لتحتل الكواكب الأخرى، وسيتحول الكون إلى عالم ذكي، محققين ما يسمى بالتفرد في عالم النجوم والمجرات من حولنا.
وهناك سيناريو آخر: وهو الأكثر ترجيحاً، مفاده قيام العلماء ببرمجة الروبوتات على غلقها فوراً عند إصدار الشخص أمراً صوتياً لها بذلك، أو القيام بزرع شريحة بها تغلقها على الفور إذا كانت لديها أفكار قاتلة، كما يمكن إنشاء روبوتات على هيئة قناصة تقوم بقتل أي روبوت يخرج عن مساره المرسوم له، أو تدريب البشر على هذا الأمر.
ويرى بعض العلماء أن تصميم الروبوتات لأهداف خيّرة فقط سيجعلنا نأمن خطرها، مهما بلغ ذكاؤها الاصطناعي. ولكن الجيش دوماً هو الممول الحقيقي والأكبر لمثل هذه الأبحاث، وتكون أهدافه عسكرية في الأساس، قبل أن تنتقل التقنية إلى المجال التجاري المدني، مما يجعل مخاوف الكثيرين في محلها، من أن تنقلب هذه التقنيات في يوم ما ضد البشر، وساعتها ستكون الخسائر فادحة.
ويظل هناك دوماً خيار أخير، هو أن يقوم البشر بتطوير أنفسهم، جنباً إلى جنب مع تطوير الذكاء الاصطناعي للروبوتات، ولقد استطاع العلماءُ النجاحَ في زرع شرائح إلكترونية في الجسم البشري، لإنشاء بدائل لحاسة السمع والرؤية لدى من فقدوها، ونجحوا أيضاً في تصميم يد آلية، يمكنها نقل الإحساس بالشعور إلى الشخص مثل اليد الحقيقية تماماً. ويأمل العلماء بأنه مع التطور المستمر سيصبح لدى البشر البديل الآلي الذي يمكن أن نعيش بداخله، ونختار الأجساد التي تروق لنا، كما جاء في الفيلم الرائع (Surrogates).
فهل سنصل إلى هذا اليوم الذي ستتحكم فيه آلات من صنعنا في مقدراتنا و مقدرات هذا الكوكب؟ أم أننا سنطور أنفسنا بشكل ربما لا يصدقه من يحيا في جيلنا الحالي؟ وإلى أن نصل إلى إجابة، يعدنا العلماء بمفاجآت أخرى غريبة وعجيبة قادمة من ذلك العالم المجهول….. عالم الغد.