أصابتنا التخمة من الخواطر وقصص الحب والغرام
بدأت المفاجأة في معرض الرياض الدولي للكتاب قبل سنتين, وتحديداً عند صدور كتابي السابق (أقومُ قِيلا)، حيث أدخلتني الأصداء التي حاز عليها الكتاب في دهشة جعلتني أخلّد مع ذاتي كثيراً؛ لكي أبحث عن إجابات تقنعني بسبب ما حصل. هل لأن الكتاب يحوي توجهاً جديداً لدى معظم الشباب في نقاش قضايا الوجود والإلحاد، ومقارنات الأديان بأسلوب سهل ومبسط؟، أم لأن الكاتب شابٌّ ولا تبدو عليه الصورة النمطية لرجل الدين؟، أم لأن تخصصه الأكاديمي إداريٌّ وغير شرعيٍّ؛ وبالتالي ستكون تجربته الشخصية التي نقلته من «إسلام الميلاد» إلى «إسلام اليقين» ممتعة ومثيرة للفضول. أم أن كل هذه الأسباب اجتمعت مع بعضها لتشكل منظومة متكاملة كون الكتاب يحوي تساؤلات ونقاشات عقائدية بأسلوب شبابي بسيط؟، وأيضاً يحوي تجربة شخصية قد يراها البعض مثيرة، الله أعلم.
كتابك «أقوم قيلا» أحدث اختلافات عدة حول تقييمه من كتاب فكري عميق، إلى كتاب «إنترنت» يخاطب العوام، إلى آخر هذه التقييمات، أنت بعد أن خرجت من كونك مؤلفاً للكتاب إلى قارئ له، كيف تقيمه؟
لا داعي لخروجي من عباءة التأليف والتوشّح بعباءة القارئ حتى أقيم الكتاب؛ لأنني منذ بداية تأليفه كتبت في المقدمة أن هذا الكتاب عبارة عن مدخل بسيط ومبادئ لمن لا يملك أبجديات الردّ من عامة الناس, وقد كان تنويهي هذا حتى يتريث من ينوي انتقاد الكتاب بحجة (عدم التعمق)، إذ إنني أنذرت أملاً في أن يعذرني. كما إنني أتحفظ على جملة «كتاب إنترنت» إن كانت الغاية من إطلاقها هو وصف لكل كتاب غير معقد، وبإمكان كل شخص أن يقرأه.
سلطان موسى الموسى, مواليد عام 1987 م, بكالوريوس إدارة مالية من جامعة الملك سعود بالرياض عام 2009 مشرف إداري بأحد المستشفيات الحكومية، لا السن ولا الوظيفة يسمحان لك بتأليف مثل هذا النوع من الكتب كما يقول بعض المثقفين، ما ردّك عليهم؟
المتقدمون في العمر وابن العشرينات كلاهما يجيد القراءة والفهم، نعم هو عالَم شائك قد لا يخوضه حتى كبار السن، ولكني ضدّ تقييد أي شيء بعمر معين؛ لما في ذلك من تثبيط للدماء الشابة، فالشباب اليوم قادرون على كل شيء، إن صحّ التعبير، وعسى أن نراهم في الواجهة أكثر وأكثر.
أسهبت في مقدمة «أقوم قيلا» بالحديث عن نفسك، لذا عدّه بعض المتابعين أنه نرجسية، وعدَّه بعضهم ضرورةً لتبرير تأليفك للكتاب، ألا ترى أن المؤلف ليس بحاجة ليكتب مبرراً لما كتب؟ ألم نتجاوز مثل هذا التقليد القديم؟
صحيح وصلني هذا الانتقاد أكثر من مرة, وردّي عليه: أن مَن فهم حديثي عن نفسي على أنه نرجسية لم يكن منصفاً!، لقد كان حديثي عن نفسي في مقدمة الكتاب تعريفاً بهويتي وتوفير إجابة لكل مَن سيتساءل بسؤال بديهي مع نفسه وسيقول: (مَن يكون سلطان الموسى هذا الذي لا يظهر عليه مظهر رجل الدين، والذي لم يتخصص في الشريعة حتى يؤلف كتاباً في هذا المجال؟). هذا ما دفعني للحديث عن نفسي مكرهاً في المقدمة، وتقديم نبذةٍ مختصرةٍ وشرح سبب تأليفي للكتاب، وبطبيعة الحال إنني سأتحدث عن نفسي في هذا المقام.
ألا ترى أن نجاح «أقوم قيلا» وكتابك «تثريب» سيمثل لك حاجزاً كبيراً قد يحول بينك وبين تأليف كتاب آخر؟
أتفق مع ذلك, فمنذ صدور كتابي الثاني (تثريب) بدأت تصلني المقارنات والمفاضلات بينه وبين الكتاب السابق, فلا عجب أن تكون مؤلفات كل كاتب بمثابة المعدل التراكمي له عند القرّاء, وهذا ما يجب أن يأخذه الكاتب في الاعتبار عند طرح أي كتاب جديد, وهو أن يحافظ على معدله التراكمي مرتفعاً عند الناس، رغم صعوبة ذلك أحياناً، ولكنه حتماً من التحديات.
من خلال لغتك البسيطة التي تميّز بها نجوم الإنترنت الجدد، هل نعتبر أننا أمام مدرسة ثقافية جديدة لها مثقفيها ولها قراؤها الخاصين بها؟
لا أعلم إن كان المقصود بجملة (نجوم الإنترنت) في هذا السؤال هو ظهور مؤلفين جدد يكتبون باللغة العامية أو اللغة العربية البيضاء التي لا تخضع لا لنحو ولا صرف, إنني بكل تأكيد ضدَّ هذه اللغات التي يستخدمها الكثير من المؤلفين الجدد في الآونة الأخيرة؛ لما يتخللها من إضعاف للغة ونحوها, وما قمت بفعله هو الكتابة بأسلوب بسيط ومفهوم مع الالتزام بفصاحة اللغة وقواعدها, وهذا نهج ومدرسة قديمة جداً قبل مئات السنين، ولست أنا من قام بتأسيسها, كما أنه لا علاقة لهذا النهج بنحر اللغة كما يفعل الكثير من المؤلفين الجدد.
رغم كل هذا النجاح الكبير الذي حققته إلا أني لاحظت تجاهل الصفحات الثقافية في الصحف السعودية لكتبك ولك كمؤلف نجم، ما تفسيرك لذلك؟
أعلم أن هناك من سيرفض تصديق إجابتي, ولكني أنا السبب، لا أحب الأضواء كثيراً, ولو قبلت الظهور في كل العروض التي جاءت إلي لما كان سؤالكم هذا مطروحاً.
هل لنا أن نعرف معالم كتابك القادم بعد (أقوم قيلا) و(تثريب)؟
سألتفت بعض الشيء إلى الجانب المعني بتاريخ الحضارات بعيداً عن الأديان.
كتابك «أقوم قيلا» أحدث اختلافات عدة حول تقييمه من كتاب فكري عميق، إلى كتاب «إنترنت» يخاطب العوام، إلى آخر هذه التقييمات، أنت بعد أن خرجت من كونك مؤلفاً للكتاب إلى قارئ له، كيف تقيمه؟
لا داعي لخروجي من عباءة التأليف والتوشّح بعباءة القارئ حتى أقيم الكتاب؛ لأنني منذ بداية تأليفه كتبت في المقدمة أن هذا الكتاب عبارة عن مدخل بسيط ومبادئ لمن لا يملك أبجديات الردّ من عامة الناس, وقد كان تنويهي هذا حتى يتريث من ينوي انتقاد الكتاب بحجة (عدم التعمق)، إذ إنني أنذرت أملاً في أن يعذرني. كما إنني أتحفظ على جملة «كتاب إنترنت» إن كانت الغاية من إطلاقها هو وصف لكل كتاب غير معقد، وبإمكان كل شخص أن يقرأه.
سلطان موسى الموسى, مواليد عام 1987 م, بكالوريوس إدارة مالية من جامعة الملك سعود بالرياض عام 2009 مشرف إداري بأحد المستشفيات الحكومية، لا السن ولا الوظيفة يسمحان لك بتأليف مثل هذا النوع من الكتب كما يقول بعض المثقفين، ما ردّك عليهم؟
المتقدمون في العمر وابن العشرينات كلاهما يجيد القراءة والفهم، نعم هو عالَم شائك قد لا يخوضه حتى كبار السن، ولكني ضدّ تقييد أي شيء بعمر معين؛ لما في ذلك من تثبيط للدماء الشابة، فالشباب اليوم قادرون على كل شيء، إن صحّ التعبير، وعسى أن نراهم في الواجهة أكثر وأكثر.
أسهبت في مقدمة «أقوم قيلا» بالحديث عن نفسك، لذا عدّه بعض المتابعين أنه نرجسية، وعدَّه بعضهم ضرورةً لتبرير تأليفك للكتاب، ألا ترى أن المؤلف ليس بحاجة ليكتب مبرراً لما كتب؟ ألم نتجاوز مثل هذا التقليد القديم؟
صحيح وصلني هذا الانتقاد أكثر من مرة, وردّي عليه: أن مَن فهم حديثي عن نفسي على أنه نرجسية لم يكن منصفاً!، لقد كان حديثي عن نفسي في مقدمة الكتاب تعريفاً بهويتي وتوفير إجابة لكل مَن سيتساءل بسؤال بديهي مع نفسه وسيقول: (مَن يكون سلطان الموسى هذا الذي لا يظهر عليه مظهر رجل الدين، والذي لم يتخصص في الشريعة حتى يؤلف كتاباً في هذا المجال؟). هذا ما دفعني للحديث عن نفسي مكرهاً في المقدمة، وتقديم نبذةٍ مختصرةٍ وشرح سبب تأليفي للكتاب، وبطبيعة الحال إنني سأتحدث عن نفسي في هذا المقام.
ألا ترى أن نجاح «أقوم قيلا» وكتابك «تثريب» سيمثل لك حاجزاً كبيراً قد يحول بينك وبين تأليف كتاب آخر؟
أتفق مع ذلك, فمنذ صدور كتابي الثاني (تثريب) بدأت تصلني المقارنات والمفاضلات بينه وبين الكتاب السابق, فلا عجب أن تكون مؤلفات كل كاتب بمثابة المعدل التراكمي له عند القرّاء, وهذا ما يجب أن يأخذه الكاتب في الاعتبار عند طرح أي كتاب جديد, وهو أن يحافظ على معدله التراكمي مرتفعاً عند الناس، رغم صعوبة ذلك أحياناً، ولكنه حتماً من التحديات.
من خلال لغتك البسيطة التي تميّز بها نجوم الإنترنت الجدد، هل نعتبر أننا أمام مدرسة ثقافية جديدة لها مثقفيها ولها قراؤها الخاصين بها؟
لا أعلم إن كان المقصود بجملة (نجوم الإنترنت) في هذا السؤال هو ظهور مؤلفين جدد يكتبون باللغة العامية أو اللغة العربية البيضاء التي لا تخضع لا لنحو ولا صرف, إنني بكل تأكيد ضدَّ هذه اللغات التي يستخدمها الكثير من المؤلفين الجدد في الآونة الأخيرة؛ لما يتخللها من إضعاف للغة ونحوها, وما قمت بفعله هو الكتابة بأسلوب بسيط ومفهوم مع الالتزام بفصاحة اللغة وقواعدها, وهذا نهج ومدرسة قديمة جداً قبل مئات السنين، ولست أنا من قام بتأسيسها, كما أنه لا علاقة لهذا النهج بنحر اللغة كما يفعل الكثير من المؤلفين الجدد.
رغم كل هذا النجاح الكبير الذي حققته إلا أني لاحظت تجاهل الصفحات الثقافية في الصحف السعودية لكتبك ولك كمؤلف نجم، ما تفسيرك لذلك؟
أعلم أن هناك من سيرفض تصديق إجابتي, ولكني أنا السبب، لا أحب الأضواء كثيراً, ولو قبلت الظهور في كل العروض التي جاءت إلي لما كان سؤالكم هذا مطروحاً.
هل لنا أن نعرف معالم كتابك القادم بعد (أقوم قيلا) و(تثريب)؟
سألتفت بعض الشيء إلى الجانب المعني بتاريخ الحضارات بعيداً عن الأديان.