تحذير: (هذا الحليب ملوث ميكروبياً).
*
تحذير: (أحمر الشفاه يحتوي على معادن سامة).
*
تحذير: (هذا الشاي مغشوش).
*
تحذيرات كثيرة نسمعها دائماً من هيئة الغذاء والدواء مشكورة، وللأسف مع كل هذه التحذيرات تجد هذه المنتجات موجودة بالأسواق، ولم تُسحب رغم عدم صلاحيتها! ولكن لا نعلم هل دور هيئة الغذاء والدواء تثقيفي أم ضبط الغذاء والدواء في هذا البلد؟
وإذا كان دورها الرقابة فقط فما هي الجهات الحكومية التي تنفذ وتعاقب؟ ولماذا هذه التداخلات بين وزارة الصحة وإدارة صحة البيئة وزارة التجارة وهيئة المواصفات والمقاييس ووزارة المياه والكهرباء وشركة المياه، وغيرها من الجهات التي جعلت لكل مسؤول عذراً بتبرير فشله؟
والضحية من ذلك كله هو المواطن المسكين الذي لا يستطيع رفع قضية على هذه الجهة الحكومية لتسببها في مرضه بالفشل الكلوي أو السرطان أو الربو؛ بسبب إهمال مسؤول وفساد أنظمة.
*
وهذا مثال لجميع الأجهزة الحكومية الأخرى التي أصبحت تجد من هذه التداخلات ملاذاً آمناً لتبرير فشلها، بتحميل المسؤولية على الجهة الحكومية الأخرى.
*
للأسف، يتضح لي أن مشاكلنا جهل، وأنظمة قديمة، ومسؤول غير مخلص يرغب ويسعد بوجود هذه الأنظمة التي تساعده في عدم بذل مجهود عالٍ، وضمان بقائه لمدة أطول في هذا المنصب دون وجود حسيب أو رقيب عليه.
*
كنا نتمنى من وزارة التخطيط والإحصاء أن يكون لها دور أكبر في التنسيق بين الجهات الحكومية، وإزالة أعذار الفاشلين فيها.. وكنا نتمنى أن يكون هناك مجلس شورى فعلي، يراقب، ويعقّب، ويشير إلى مكامن الخطأ.
*
لكن للأسف، بوجود هذه الأنظمة سيتطور الفاشل، وسيُحبط الناجح.