أكبر 3 صفقات في 3 أشهر
خلال الربع الأول من 2014 حصلت 3 صفقات استحواذ قيمتها 89 مليار دولار.
الصفقة الأكبر من حيث القيمة خلال تلك الفترة كان استحواذ أكبر مزود للكيبل التلفزيوني شركة كوم كاست التي تملك شبكة NBC على شركة تايم وارنر كيبل وبذلك تسيطر على 75% من سوق الكيبل في الولايات المتحدة الأمريكية أو 30 مليون مشترك.
و كانت قد دفعت كوم كاست خلال السنوات العشر الماضية مايقارب ٦٥،٦ مليار دولار على الاستحواذات. حيث اشترت العام الماضي عملاقة الترفيه NBC Universal من جنرال الكتريك مقابل ١٦،٧ مليار دولار.
وثاني صفقة من حيث الحجم كانت من نصيب ثاني أكبر شركة للأدوية في العالم أكتافيس وذلك على شركة مختبرات فورست للأدوية بقيمة 25 مليار دولار. وتستهدف الصفقة توفير التكاليف من خلال دمج مخابر الأبحاث والتطوير التي تكلف بشكل كبير وهنا يأتي الجانب التقني من الصفقة.
أما ثالث أكبر صفقة في الربع الأول من العام الجاري هي استحواذ فيس بوك على الواتساب بمبلغ 19 مليار دولار، وهو رقم ضخم تقدمه فيس بوك لشراء تطبيق لايحقق أي ارباح وتحدثنا مطولاً سابقاً هدف فيس بوك من الصفقة لاسيما معدل نمو المستخدمين السريع.
صفقات استحواذ الكبار
1- قوقل
لنبدأ مع قوقل، وفي 2005 لما استحوذت على نظام الأندرويد بمبلغ 50 مليون دولار فقط و بإعتراف الشركة كانوا يعتقدون انه مخاطرة حينها حيث كان النظام ضعيفاً ومع أنهم لم يدفعوا الكثير من الأموال عليه لكنه كان الصفقة الأنجح للشركة التي غيرت مسارها والعالم أيضاً.
اليوم الأندرويد أكبر نظام انتشاراً في الأجهزة الذكية وتحصل قوقل على مليار دولار من عائدات اعلانات الهواتف الذكية فقط.
وفي 2006 لما استحوذت على يوتيوب بمبلغ 1.6 مليار دولار دفعتها كأسهم في الشركة، حينها لم يوتيوب متوقعاً له النجاح الذي يشهده اليوم، لكن مع 4 مليار مشاهدة يومياً بدأت قوقل تحقق أرباحاً أخيراً من الموقع المكلف جداَ في التشغيل و الإدارة.
حقق يوتيوب هدفه من سهولة مشاركة الفيديو حول العالم وتحقق قوقل عائدات منه 3.4 مليار دولار و قيمة الموقع حالياً 15 مليار دولار.
لأن علاقة قوقل مع سامسونج ليست جيدة، دعك من المظاهر فالشركة الكورية تسحب البساط من تحت قوقل، لذا أرادت الدخول إلى قطاع صناعة الهواتف الذكية بنفسها والطريقة الأفضل هي الاستحواذ على عملاقة متعثرة مثل موتورولا في 2012 بسعر 12.5 مليار دولار.
الحقيقة كان هدف قوقل هو الاستحواذ على كمية كبيرة من براءات الاختراع التي تملكها الشركة العريقة في مختلف المجالات المتعلقة بالهواتف الذكية سواء في البرمجيات والتطبيقات أو العتاد، لاحقاً باعت قطاع الكيبل بـ 2.1 مليار دولار وبعدها قطاع الهواتف الذكية إلى لينوفو بـ 2.9 مليار دولار و سرحت 4 آلاف عامل واحتفظت بالبراءات و أطلقت المشروع الواعد ARA.
ولما تفكر قوقل في المستقبل في تفكر بما يعرف بإنترنت الأشياء و يمكن أن نعتبر شركة Nest هي بوابة الدخول لهذا المستقبل حيث تريد الشركة أن تجمع بيانات عن عادات المستخدمين داخل منازلهم لذا دفعت 3.2 مليار دولار من أجل أن تعرف كيف تعيش خلال يومك ومايزال من المبكر أن نعرف ما الذي تنوي قوقل أن تفعله بـ Nest كذلك بعدة شركات في مجال الرجل الآلي اشترتها لتحقق طموحات مستقبلية بعيدة تفكر فيها.
2- مايكروسوفت
يمكن أن نقول أن حرب البريد الإلكتروني في التسعينيات كسبتها مايكروسوفت بشرائها بريد هوت مايل في 1998 بمبلغ يقدر بنحو 500 مليون دولار – وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت مع بدايات شركات الانترنت – وبذلك كسبت المنافسة مع AOL و ياهوو، لكن فرحتها لم تدم حتى جاء جي مايل و سيطر على الساحة. وقامت الشركة لاحقاً بالتخلي عن اسم هوت مايل و دمجته مع Outlook بعد سلسلة من النجاح الطويل لخدمة الدردشة MSN Messenger.
وكردة فعل على شراء قوقل للشبكة الإعلانية Double Click اشترت مايكروسوفت شركة aQuantive بمبلغ 6.3 مليار دولار في 2007 واعتبر أكبر استحواذ للشركة في تاريخها. وبالطبع أرادت أن تقود صناعة اعلانات الإنترنت من خلال شركة خاصة تتنافس مع قوقل، لكن في النتيجة وبعد خمسة سنوات لم تحقق شيء يذكر واعتبرت المبلغ خسارة فادحة وكانت من اسوء الصفقات التي تعطي دروساً هامة.
ولم يمضي وقت إلا واستحوذت مايكروسوفت على خدمة سكايب في 2011 بمبلغ 8.5 مليار دولار مع أن الخدمة حينها لم تكن تحقق أرباح بالتالي كانت صفقة خطرة على الشركة والهدف كان الإطاحة بخدمات المنافسين مثل فايس تايم من آبل و Voice من قوقل لمكالمات الإنترنت. و نجحت هذه الصفقة و نمت الحصة السوقية لسكايب من مكالمات الإنترنت الدولية من 13% إلى 34% كما نمى عدد المستخدمين من 27 إلى 50 مليون وحققت الشركة عائدات 2 مليار دولار العام الماضي.
لايمكن أن نمر على مايكروسوفت وصفقاتها إلا و نتحدث عن أحدث و أشهر تلك الصفقات وهي على نوكيا بسعر 7.2 مليار دولار وذلك في خطوة يائسة نوعا ما لمحاولة اقتطاع قضمة من كعكة نظم تشغيل الأجهزة الذكية المسيطرة الأندرويد و iOS.
ولايزال من المبكر أن نعرف نتائج الصفقة لكن مايكروسوفت تنوي الإستفادة من إمكانيات نوكيا في تسويق نظام تشغيلها وذلك بعد أن قررت نوكيا الشراكة الاستراتيجية مع ويندوز فون وعزفت عن الأندرويد على الرغم من إطلاقها سلسلة نوكيا إكس نعمل بنسخة معدلة منه.