في فهمنا للسياسة, في بعدها الدولي والإقليمي, نخطئ مرتين...
*
المرة الأولى, حينما نتصور أن الدول الغربية أو الإقليمية, مثل إيران, في ممارستها السياسية تبعد الجانب الأيديولوجي والعقدي, وتنطلق بمعزل عن ذلك كله, أي تنطلق بتصورات سياسية منزوعة عن الدين, والحضارة, أي أنها علمانية في تصوراتها ومنطلقاتها السياسية.
*
والمرة الثانية, حينما نحجم عن إدخال الجانب الديني والعقدي في فهم وتفسير ظواهر السياسة الخارجية للدول الأخرى, على اعتبار أن للدين مجاله, وللسياسة مجالها, بل وقد نرسم ونمارس سياستنا الخارجية بمعزل عن الأبعاد الدينية والعقدية.
*
*وفي الأيام القليلة الماضية, اطلعت على ما يؤكد على أن البعد العقدي, هو من المحركات الرئيسية للسياسة الخارجية للدول الغربية, وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية, وإيران.
*
فقد اعتبر الفريق يحيى رحيم صفوي، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني والمستشار العسكري الحالي للمرشد الإيراني الأعلى، أن حدود بلاده الحقيقية ليست كما هي عليها الآن، بل تنتهي عند شواطئ البحر الأبيض المتوسط عبر الجنوب اللبناني.
*
وأكد صفوي في خضم تمجيده "للقوة العسكرية والسياسية" الإيرانية، دعم بلاده للرئيس السوري بشار الأسد، مدافعاً عن السياسة التي تتبعها طهران تجاه الأزمة السورية بقوله: "حدودنا الغربية لا تقف عند شلمجة - على الحدود العراقية غربي الأحواز- *بل تصل إلى جنوب لبنان، وهذه المرة الثالثة التي يبلغ نفوذنا سواحل البحر الأبيض المتوسط", في إشارة إلى حدود الإمبراطوريتين الأخمينية والساسانية الفارسيتين قبل الإسلام.
*
بل وأكد بصورة عملية أن ذلك الجانب العقدي يفوق غيره, في توجهات السياسة الخارجية, بإشارته إلى دعم الرئيس السوري الهالك حافظ الأسد العسكري لبلاده في الحرب العراقية الإيرانية, منوهاً إلى أن سوريا كانت وقفت إلى جانب إيران، وأغلقت أنبوب النفط العراقي إلى البحر الأبيض المتوسط.(قناة العربية: السبت 4 رجب 1435هـ - 3 مايو 2014م).
*
أما عن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب فيقول الباحث في معهد "بروكينغز" والكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، روبرت كاغان أن هناك إجماعاً بين الكثير من مراكز الدراسات في أميركا بأن أفضل سياسة، سواء في مصر أو في سوريا، أو في أماكن أخرى في الشرق الأوسط، هي ببساطة السماح للمسلمين بقتل بعضهم البعض".
*
*
*وهو ما صرّحت به المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس الأميركي، سارة بالين، وقالت عن هذا الموضوع: "دع الله يتولّى الأمر".
*
أتصور أننا نحتاج أدوات فهم جديدة لإدراك توجهات الدول الغربية والإقليمية, بقدر حاجتنا كذلك لأدوات جديدة ندعم بها رسم سياسة توجهاتنا الخارجية, بما يواكب التطورات المعقدة في الساحة الدولية الحديثة.