لم يجافِ الأمير عبدالرحمن بن مساعد الحقيقة حينما أشار صراحة من دون أدنى مواربة إلى وجود أناس في وسطنا الرياضي أقل ما يمكن أن يقال عنهم أنهم «سفلة»، موضحاً بأنه حاول أن يجد توصيفاً أليق بما يتبنونه من طرح عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكنه عجز عن ذلك حتى اقتنع بأن مفردة «سفلة» هي أقل ما يمكن أن توصف به بذاءاتهم ووقاحتهم.
تلك العبارة استفزت «البعض» وكانوا على فريقين، الأول كان استفزازه على طريقة كاد المريب، وبتعبير أبسط جاء على طريقة «اللي على راسه بطحا»، أما الفريق الثاني فكان يرى أن المفردة وبما تحمل من دلالات لا تتناسب والأمير عبدالرحمن بن مساعد باعتباره رجلاً يحمل من الرقي والشاعرية ما لا يليق به استخدام هكذا توصيفات.
يعرف معجم مختار الصحاح (السفالة) بأنها مفردة تعني: النّذالة، الخساسة، الحقارة، السفاهة، ويعرف معنى (السافل) بقوله: السِّفْلة من الناس: أراذلهم وغوغاؤهم، وولد سافل يعني: وقح، دنيء، حقير، خسيس، نذل سيء الخلق.
وفق تلك المعاني وبالوقوف على دوافع رئيس الهلال من إطلاق تلك المفردة الصارخة، إلى جانب إدراكنا جميعاً لواقع ما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً في (تويتر) أستطيع الجزم بل والبصم على أن كل تلك التعريفات لمفردة «سفالة» تتطابق مع واقع الحال، وأنها تعبر بجلاء عن كثيرين ممن عناهم الأمير عبدالرحمن بن مساعد، ممن امتهنوا التعريض بكرامة الآخرين، والنيل من ذواتهم بتوجيه أقذع الشتائم، وأسوأ الاتهامات، وتجاوزوا ذلك إلى المساس بالثوابت الدينية والوطنية دون رادع يردعهم ولا وازع يردهم عن غيهم.
ذلك الواقع المؤسف لا ينطبق فقط على المغردين من الجماهير المحقونة بالتعصب والموبوءة بالجهل وإنما حتى على بعض حملة القلم ممن يتأبطون حقيبة الإعلام، بل إن بعضهم هم بمثابة عرابين ل»السفالة»، ومصنع منتج للبذاءة، وهذا الاتهام الذي أتبناه متشرفاً به لا يحتاج مني لدليل فجولة عابرة في (تويتر) ستكشف عن أولئك المتسكعين في شوارعه يرمون هذا بوضيع القول، ويصفون ذاك بساقط الكلام.
لا تروم إلى نفسي أية شكوك بأن الجميع يشاطرني هذه الحقيقة المؤسفة لاسيما ممن تخففوا من الأجندات الخاصة، وتحرروا من أغلال الميول، وانعتقوا من قيود التعصب، ولذلك فإن مواجهة تيار السفالة الذي بدأ يتعاظم، خصوصاً وقد أمن كبار السفلة من العقوبة لا مناص عنه، ولتكن دعوة الامير عبدالرحمن بن مساعد بداية للتأسيس لتيار مضاد يكون شعاره «معاً ضد السفالة».
الأمر ليس صعباً إذا ما جمعنا كلمتنا لمواجهة هذا التيار البغيض لدفعه لمغادرة الساحة الرياضية أو تصحيح سلوكياته؛ خصوصاً أن القوانين تكفل ذلك لاسيما المادة الثالثة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية التي تنص على العقوبة بالسجن مدة لا تزيد على عام وبغرامة لا تزيد على 500 ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين لجملة حالات منها التشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة.
هذه المواجهة تحتاج فقط إلى تضافر للجهود من عقلاء الوسط الرياضي بمختلف شرائحهم خصوصاً القيادات الرياضية والقانونيين والإعلاميين، وإذا ما نجحت الحملة فإنني على ثقة بأن الساحة الرياضية ستكنس «تيار السفالة» وما يخلفه في الساحة الرياضية لتغدو رياضتنا نظيفة.
*نقلاً عن الرياض السعودية