واضح جداً أن الاتحاد السعودي لكرة القدم قد اتخذ قراراً قبل بداية الموسم الرياضي يقوم على مبدأ "البقاء للأسوأ"، ولا أدل على ذلك من تجديده للثقة في رئيسي أسوأ لجنتين من لجان الاتحاد، وهما لجنتا الحكام والانضباط، وذلك بإجماع الوسط الرياضي بجملته بمن فيهم اتحاد الكرة نفسه الذي قام بحل اللجنتين وأعاد تشكيلهما مع الإبقاء على رأسي الحربة فيهما!.
انتهى الموسم الماضي والكل يجمع على أن عمر المهنا وإبراهيم الربيش كانا بمثابة الندبة الغائرة في وجهه إلى جانب عدد من الندوب التي شوهته وأظهرته بشكل غير مقبول، وهو ما كان دافعاً لاتخاذ قرار يعالج ذلك الوجه المشوه قبل الدخول في الموسم الجديد، خصوصاً مع اعتراف اتحاد الكرة بوجود تلك التشوهات حينما قرر تشكيل لجنة لتقويم اللجان التي انتهت إلى حل أربع لجان.
المفاجأة في الأمر كانت بإعفاء رئيس لجنة الاستئناف الدكتور هادي اليامي ورئيس لجنة الإعلام محمد القدادي مع عدم وجود تذمر واضح من عملهما، في وقت تم تجديد الثقة في المهنا والربيش اللذين نالا من السخط الإعلامي والجماهيري ما تنوء بحمله الجبال، في قرار استفزازي بدأ وكأن اتحاد احمد عيد يقول من خلاله للجميع: أعلى ما في خيلكم اركبوه!.
التوقعات التي سبقت انطلاق الموسم وعلى خلفية القرار كانت تذهب إلى مزيد من الأخطاء الكارثية التي ستدفع فاتورتها الأندية، كما دفعتها في الموسم الماضي، وستنعكس على الجماهير والإعلام بمزيد من التصعيد والاحتقان، فليس ثمة معطيات يمكن البناء عليها بأن جديداً قد يتأتى من حل اللجنتين مع الإبقاء على قيادتيهما، وقد كانت البداية محل ترقب من الجميع.
تحكيمياً جاءت الأخطاء فادحة وفاضحة في آن، ليست في مباراة كأس (السوبر) بين النصر والشباب وحسب التي قادها فهد المرداسي وارتكب فيها من الأخطاء على بل حتى في مباريات (الظل) كمباراة القادسية والتعاون في الدور 32 من كأس ولي العهد، حتى بدا لنا أن حكامنا قد عادوا للوطن وتركوا القانون في تركيا حيث أقاموا معسكرهم الإعدادي.
أما انضباطياً فإن لجنة الربيش نجحت في مباشرة أولى قضايا الموسم وهي قضية قائد النصر حسين عبدالغني حيث عاقبته بالإيقاف لمباراتين، وبالغرامة عشرة آلاف ريال لسلوكه غير الرياضي في مباراة (السوبر) أمام الشباب، وهي بداية موفقة رغم محاولات أنصار النصر ومحبي اللاعب الالتفاف على الحقيقة التي كشفتها الكاميرات، وهو ما يجعلنا نطالب الربيش ولجنته بأن يكون منظارهم واحد وتكون مسطرتهم واحدة، وهما منظار القانون ومسطرته، وليس كما حدث في الموسم الماضي حيث تعددت المناظير وتنوعت المساطر.
أتفهم جيداً أن إدارة لجنتين كلجنتي الحكام والانضباط من أصعب الأعمال في الكرة السعودية مع حالة التوتر العالي في الوسط الرياضي الذي يغذيه إعلام متعصب، وجمهور محتقن، وإدارات تبحث مع كل فشل عن شماعة تعلق عليها أخطاءها، وليس هناك أسهل من شماعة الظلم المزعوم، لكن رغم ذلك فثمة منصفون يرومون النجاح للكرة السعودية بعيداً عن حلبات الميول، ومعارك التعصب، وهم الذين يعترفون اليوم للربيش بالنجاح في أولى قراراته ليقول الواحد منهم بصوت مسموع: الربيش يمثلني!.
*نقلا عن الرياض السعودية