تداولت المواقع الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي قبل أيام قصة وهمية عن هروب سجين من سجن عرعر، وإعلان مكافأة لمن يعثر عليه بمبلغ مالي.. وهو الأمر الذي نفته مصادر أمنية، وقالت إن ما تم تداوُله غير صحيح البتة، مستغرباً في الوقت ذاته تداولها بين الأجهزة دون التأكد من صحتها.
*
اشتعل موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" باللغط الدائر حول حقيقة المكالمة الهاتفية المشبوهة التي تداولها المغردون على أنها لأحد الدعاة السعوديين مع إحدى الفتيات، وهو الجدل الذي بدأ قبل أيام، وتداخلت فيه أطراف عدة، حتى أشعل "تويتر"، وهو ما حدا بالداعية إلى طلب مقاضاة من وضع التسجيل، وكل من دعمه من قريب أو بعيد بتأييد أو تدوير.
*
نفت أمانة محافظة جدة ضبط "كوارع كلاب" في منزل شعبي بحي "بترومين"، والذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام الإلكترونية على نطاق واسع، وقالت "الأمانة"، في بيان صحافي: "المقادم هي لأغنام وأبقار تم ضبطها في منزل شعبي بحي بترومين خلال حملة أمنية".
*
*
وقبل أشهر نفت هيئة المساحة الجيولوجية صحة الشائعات التي سرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول توقع حصول زلزال مدمر يبدأ من البحر الأحمر، ويتسبب في غرق محافظة جدة بالكامل، قائلة إن مثل هذه الزلازل "لا يمكن توقع حدوثها إلا بأمر الله".
*
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن رئيس هيئة المساحة الجيولوجية، زهير بن عبدالحفيظ نواب، قوله رداً على ما تناقلته بعض شبكات التواصل الاجتماعي، عن توقع حدوث زلزال بحري في مدينة جدة خلال الأيام المقبلة: "هذه المعلومات التي تم تداولها بشكل كبير تفتقر للمصداقية، ولا تستند إلى معلومات علمية متخصّصة".
*
ما سبق مجرد نماذج فقط من الشائعات المتلاحقة على وسائل التواصل الاجتماعي في بلادنا، وما أكثرها من شائعات، حيث يكفي أن يطلق أحد الموتورين شائعة ساخنة، حتى تتلقفها النفوس الفارغة من الضمير الإنساني، والتي تمتاز بمسؤولية باردة، أو قل ميتة، وتعيد نشرها حتى تبلغ تلك الكذبة الآفاق.
*
وتلك الشائعات، في حقيقتها تنال من الاستقرار المجتمعي والأسري، والتي من المفترض وفق شريعتنا وقيمنا، أن تكون في مأمن من الألسن الحداد، والشائعات الساخنة؛ لأن تغريدة واحدة، واحدة فقط، كفيلة بأن تنهي حياة زوجية مستقرة، وتهدم أسرة وتشرد الأبناء.
*
كما تنال تلك الشائعات من استقرارنا الأمني، الذي هو الآخر كان يجب أن يكون بعيداً عن تلك الشائعات والسخافات؛ لأن الأمر ببساطة شديدة يتعلق بأرواح المواطنين وأمنهم واستقرارهم، ويكفي رجل الأمن ما قد يلاقيه من متاعب حقيقية، حتى نضع فوق عاتقه ملاحقة الشائعات المسكونة بروح الاستهتار، والاستخفاف بحياة المواطنين.
*
وثالثتها، كما ورد في النماذج التي سقناها، تبث الذعر في المجتمع، دون مسؤولية أو شعور بالذنب، أو معرفة بمآل تلك الشائعات وأثرها على استقرار المجتمع وحياة الناس.
*
*نحن نؤمن بحتمية أن تتمتع وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، بالحرية، ونقف بقوة ضد مصادرة الرأي؛ لأن المجتمع الصحي هو المجتمع الذي تتعدد فيه الآراء، وتتنوع فيه الاجتهادات، وتتكون فيه منابر الرأي العلنية، الأمر الذي يصب في النهاية في مصلحة الدولة.
*
ولكن هذه الحرية يجب أن تكون حرية مسؤولة، فالحرية لا تعني العبث بحياة المجتمع والأسر والناس، كما أنها لا تعني العبث بأمن الوطن والمواطنين.
*
والذي يفهم الحرية على أنها فحش القول، وبذاءة القول، والتخرص على الناس بالباطل، فهو أبعد ما يكون عن معنى الحرية المسؤولة.