• ×

فتوى عن الزكاة

فتوى عن الزكاة
بواسطة رضوى الشاذلي 05-14-2018 03:55 مساءً 457 زيارات
 الحمد لله الذي أنعم علينا بالمال وجعله من مقومات الحياة , الحمد لله الذي جعل في المال حقا للفقير والمسكين وسائر المحتاجين , فمن أنفق ماله كتب له الثواب الجزيل ، ومن منع ماله أصابه العذاب الشديد يوم الوعيد

أيها الأحبة:

إن من أركان الإسلام ومن أسسه العظام " أداء الزكاة " ذلك العمل الجليل الذي قُرن بالصلاة في كتاب ربنا في أكثر من (24) موضعا 0

وأخبر الله أن رحمته كُتبت للذين يؤتون الزكاة (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة )0الأعراف(156)

وجعل إسلام الكافر لا تتحقق له الأخوة الدينية إلا بعد إيتاءه للزكاة ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )التوبة ( 11 )0

وأخبر أن الأنبياء عليهم السلام كانوا يوصون بها , فهذا عيسى عليه السلام يقول ( وأوصاني بالصلاة والزكاة ) مريم ( 31 )0 وأثنى على نبيه إسماعيل بأنه ( وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة ) 0 مريم ( 55 ).

وجعل الزكاة من أسباب فلاح المؤمن ( قد أفلح المؤمنون .... والذين هم للزكاة فاعلون ) المؤمنون( 4 )0 وقال تعالى ( قد افلح من تزكى )الأعلى( 14 ) 0

وأثنى على طائفة من عباده بقوله ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ) النور ( 37 )0

وأمر نساء نبيه بذلك ( وأقمن الصلاة وآتين الزكاة )0الأحزاب ( 33 )

حكم الزكاة

إن الزكاة فريضة عظيمة من فرائض الإسلام ووجوبها قد أجمع عليه علماء الإسلام , وقد قل في هذا الزمان من يحرص على أدائها حتى إن بعضاً من الناس يظن أنها من باب المستحبات من شاء فعلها ومن شاء تركها ، ولا شك أن هذا جهل عظيم ، وهناك طائفة أخرى من الناس يجهلون أحكام الزكاة ولا يعرفون متى يؤدونها؟ وكيف ؟ ومن يعطونها؟ وهذا أيضا تفريط عظيم بركن عظيم .

مسألة : أين ومتى فرضت الزكاة ؟

الصحيح أن فرضها كان في مكة , أما تفصيل الأنصبة وبيانها فقد كان في المدينة وقد فرضت في السنة الثانية, انظر الشرح الممتع لابن عثيمين (6/15)

وعيد تاركي الزكاة

أقول لأولئك الذين لا يخرجون الزكاة : اتقوا الله تعالى واحذروا من الوعيد الشديد قال تعالى : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليه في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) التوبة (35).وتأملوا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم : من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه , ثم يأخذ بهلزمتية _ يعني شدقيه, ثم يقول أنا مالك أنا كنزك. رواه البخاري ( 1315) قال ابن حجر: وفائدة قوله ( أنا مالك ) الحسرة والزيادة في التعذيب , حيث لا ينفعه الندم , وفيه نوع من التهكم .

وإلى الذين يمنعون زكاة الأنعام : تأملوا هذا الحديث , قال صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ما من رجل تكون له إبل أوبقر أو غنم لايؤدي حقها ( زكاتها ) إلا أتي بها يوم القيامة أعظم ما تكون وأسمنه تطؤه بأخفافها وتنطحه بقرونها , كلما جازت أخراها ردت عليه أولاها حتى يقضى بين الناس . رواه البخاري (1367) ومسلم (1652) فتخيل نفسك يا مانع الزكاة في أرض المحشر وقد جيئ بالإبل والبقر والغنم تطأؤك أمام الناس وقبل ذلك أمام رب الناس إنه منظر مخيف , فأخرج زكاتك الآن قبل أن تكون عبرة للآخرين .

حكم تارك الزكاة

اعلم رحمك الله : أن من ترك الزكاة جاحدا لوجوبها يبين له حكمها , فإن أصر كفر ولا يصلى عليه, أما إن تركها بخلا بها فهو عاص وفاسق بذلك ولكن لا يكفر والدليل على أنه لا يكفر حديث أبي هريرة في ذكر عقوبة تارك الزكاة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة أو إلى النار ) والحديث رواه مسلم ( 987) فلو كان كافرا لما قال فيرى سبيله إلى الجنة , لأن الكافر لا سبيل له إلى الجنة.انظر فتاوى اللجنة(6147). ولكن تؤخذ منه بالقوة ويعزر على ترك إعطاءها . انظر السلسبيل(1/307).

ولو تأملت حال أبي بكر وإرادته لقتال مانعي الزكاة لعرفت عظيم مكانة الزكاة وتحريم التهاون فيها . انظر البخاري (1312) ومسلم (39).

من أسرار الزكاة

اعلم رعاك الله أن في تشريع الزكاة حِكما عظيمة ، وأسرار عجيبة من عرفها تبينت له الحكمة الإلهية في أمره ونهيه ، وأن الله حكيم عليم0
أكثر